تمهيد
﴿وَالَّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ
الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ
وَإِذَا مَا غَضِبُوا
هُمْ يَغْفِرُونَ﴾.
حينما يكون الواحد منّا
مدعوّاً إلى رجل عظيم
الجاه أو ذي سلطان وشأن،
فإنّ تلك الدعوة تحتلّ في
حيِّز اهتماماته مكاناً
واسعاً، وفي سلَّم
أولويّاته درجة رفيعة،
فيقوم بكلّ ما عليه من
لياقات ليقدم عليه في خير
مقدم، وحينما يحلّ في
داره لا يقوم بما ينافي
الشخصيّة المتّزنة الّتي
يحرص كلّ الحرص على أن
تبقى نقيّة في نظر
الداعي.
والمساجد الّتي أمر الله
تعالى بتعظيمها هي بيوت
الله، بل إنّما أمرنا
بتعظيمها لأنّها بيوت
الله، ففي الرواية عن أبي
بصير قال: سألت أبا عبد
الله عليه السلام عن
العلّة في تعظيم المساجد،
فقال: "إنّما أمر بتعظيم
المساجد لأنّها بيوت الله
في الأرض"1.
وبناء على هذا فإنّ أولى
من يستحقّ هذا التهيّؤ
وهذه المراعاة هو الله
ملك الملوك وجبّار
الجبابرة والمفضل المنعم
المستمرّ في إفاضته بلا
انقطاع عن خلقه.
وفي هذا الفصل سنتعرّف
على آداب حثَّتنا الشريعة
على مراعاتها حين نُقدم
زوّاراً على بيوت الله
تعالى.
1- أحي مسجداً مهجوراً!
إنّ بعض المساجد لا
يقصدها إلّا القليل من
الناس لأسباب كثيرة، وإنّ
هذه المساجد هي خصم لنا
يوم القيامة وستشكو إلى
الله عزّ وجلّ هجرانها,
ويشير تعالى إلى هذه
النقطة في كتابة العزيز
فيقول,
﴿إِنَّمَا
يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ
مَنْ آمَنَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الآَخِرِ
وَأَقَامَ الصَّلاَةَ
وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ
يَخْشَ إِلّاَ اللهَ
فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ
يَكُونُوا مِنَ
الْمُهْتَدِينَ﴾2
،
فالمقصود من العمران ليس
هو تشييد البناء فحسب بل
الحضور فيها وإحياؤها
بالذكر الّذي هو نوع من
العمران بل أهمّ أنواعه
وبالتالي يكون كلّ عمل
يبعد الناس عن المساجد
ويبعد المساجد عن دورها
ظلماً كبيراً، وبالمقابل
نهى سبحانه وتعالى
المشركين عن عمارة المسجد
معلّلاً ذلك بأنّهم شهدوا
على أنفسهم بالكفر حيث
قال:﴿مَا كَانَ
لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ
يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ
اللهِ شَاهِدِينَ عَلَى
أَنْفُسِهِمْ
بِالْكُفْرِ﴾3.
فعمارة المسجد من خاصّيات
المؤمنين فلا يصح أن
تمسّه الأيدي الملوّثة
بالشرك. وقد جاء في
الرواية عن الإمام الصادق
عليه السلام:
"ثلاثة يشكون إلى الله
عزّ وجلّ: مسجد خراب لا
يُصلّي فيه أهله، وعالم
بين جهَّال، ومصحفٌ معلّق
قد وقع عليه الغبار لا
يُقرأ فيه"4.
2- لا تنسَ حقّ الجوار!
جيران المساجد أولى الناس
بإحيائها وزيارتها، وقد
حدّدت الروايات من يكون
جار المسجد، بأنّ كلّ
أربعين داراً من كلّ
جوانب المسجد الأربعة هي
جيرانه، فعن الإمام
الصادق عليه السلامعن
أبيه عن آبائه عليهم
السلام قال:
"قال أمير
المؤمنين عليه السلام
حريم المسجد أربعون
ذراعاً، والجوار أربعون
داراً من أربعة جوانبها"5.
وعليه فإنّ جار المسجد لا
تكتمل صلاته ولا تصل إلى
مقام القبول إلّا إذا
كانت في المسجد، لأنّ
الصلاة فيه أكمل وأرقى
وثوابها أعظم من الصلاة
في المنزل، وقد جاء عن
أبي عبد الله عليه
السلام: قال: "شكت
المساجد إلى الله تعالى
الذين لا يشهدونها من
جيرانها، فأوحى الله
إليها وعزّتي وجلالي لا
قبلت لهم صلاة واحدة، ولا
أظهرت لهم في الناس
عدالة، ولا نالتهم رحمتي،
ولا جاوروني في جنّتي"6.
3- تطهّر في الدار
توضّأ في المنزل قبل أن
تسير إلى المسجد لتنال
بذلك البشارة من الله
تعالى بشجرة طوبى، فقد
روي أنّ في التوراة
مكتوباً: "إنّ
بيوتي في الأرض المساجد،
فطوبى لمن تطهّر في بيته
ثمّ زارني في بيتي، وحقٌّ
على المزور أن يُكرم
الزائر"7.
4- تحلّى بالوقار
إنّك بين أهل الدنيا لا
تدخل على أصحاب الشأن
فيها إلّا بالوقار
والسكينة، والتواضع لله
تعالى أولى من التواضع
للخلق، وهذه سنّةٌ أمرنا
بها الرسول الأكرم صلى
الله عليه وآله وسلم،
وأهل البيت عليهم السلام،
ففي الرواية عن إمامنا
الصادق عليه السلام قال:
"إذا قمت إلى الصلاة إن
شاء الله فأْتِها سعيا
ً8،
ولتكن عليك السكينة
والوقار فما أدركت فصلِّ
وما سبقت به فأتمّه، فإنّ
الله عزّ وجلّ يقول:﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا نُودِي
لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ
الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا
إِلَى ذِكْرِ اللهِ﴾9
،
ومعنى قوله فاسعوا هو
الانكفات10"11.
5- البس أفضل ما لديك
لقد أوحى القرآن الكريم
بالتزيّن والشكل الحسن
أثناء التوجُّه إلى
المساجد، حيث يقول
تعالى:﴿يَا بَنِي آدَمَ
خُذُوا زِينَتَكُمْ
عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا
وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ
لاَ يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ﴾12هذه
الوصية يمكن أن تكون
إشارة إلى كلّ زينة
جسمانيّة بما يشمل لبس
الثياب المرتّبة الطاهرة
والجميلة وغيرها، ويمكن
أن تكون إشارة إلى كلّ
زينة معنويّة بما تشمل من
صفات إنسانيّة وملكات
أخلاقيّة وصدق النيّة
وطهارتها وإخلاصها، هذا
ما كان عليه سيرة أئمّتنا
صلوات الله وسلامه عليهم،
فقد روي عن الإمام الصادق
عليه السلام قال: "إنّ
عليّ بن الحسين عليه
السلام استقبله مولى له
في ليلة باردة وعليه
جبَّة خزّ ومطرف13
خزّ وعمامة خزّ وهو
متغلّف بالغالية14،
فقال له: جعلت فداك في
مثله هذه الساعة على هذه
الهيئة إلى أين؟ قال:
فقال: إلى مسجد جدّي رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم
أخطب الحور العين
إلى الله عزّ وجلّ"15.
6- الاستخفاف باللباس
وهو أمرٌ لا يليق
بالمؤمن، ولا يليق ببيوت
الله سبحانه، والمقصود
بالاستخفاف لبس ما يظهر
أجزاء من البدن كالساقين
والفخذين أو البطن
والسرَّة، فقد جاء في
الرواية أنّ النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم
قال: "كشف السرَّة
والفخذ، والركبة، في
المسجد من العورة"16.
7- تجنّب روائح الفم
يجب تجنّب كلّ ما يجعل
رائحة الفم كريهة كالثوم
والكرّاث، فقد نهت
الروايات عن الدخول
للمسجد بتلك الرائحة، فقد
سُئل الإمام الباقر عليه
السلام عن أكل الثوم
فقال: إنّما نهى رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم
عنه لريحه، فقال
صلى الله عليه
وآله وسلم: "من أكل هذه
البقلة الخبيثة فلا يقرب
مسجدنا، فأمّا من أكله
ولم يأتِ المسجد فلا بأس"17.
وفي الرواية عن أبي بصير،
عن أبي عبد الله الصادق
عليه السلام أنّه سُئل عن
أكل الثوم، والبصل،
والكراث؟ قال: "لا بأس
بأكله نيّاً وفي القدور،
ولا بأس بأن يُتداوى
بالثوم، ولكن إذا أكل ذلك
فلا يخرج إلى المسجد"18.
8- الذكر حال الخروج
كما أنّ للدخول ذكراً
فإنّ للخروج من المسجد
ذكراً أيضاً، ففي الرواية
عن سيّدتنا ومولاتنا
فاطمة الزهراء عليها
السلام قالت: "كان رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم إذا دخل المسجد صلّى
على النّبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم
وقال: اللّهمّ
اغفر لي ذنوبي وافتح لي
أبواب رحمتك، فإذا خرج من
الباب صلّى على النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم
وقال: اللّهم اغفر
لي ذنوبي وافتح لي أبواب
فضلك"19.
وفي رواية أخرى عن الإمام
الصادق عليه السلام يقول: "قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: إذا صلّى
أحدكم المكتوبة وخرج من
المسجد فليقف بباب المسجد
ثمّ ليقل: اللّهم دعوتني
فأجبت دعوتك، وصلّيت
مكتوبتك، وانتشرت في أرضك
كما أمرتني، فأسألك من
فضلك العمل بطاعتك
واجتناب سخطك والكفاف من
الرزق برحمتك"20.
9- خطوات تحصد حسنات
إنّ أوّل الآداب الّتي
حثّت الروايات الشريفة
عليها أن يأتي الإنسان
مشياً على قدميه إلى
المسجد، وجعلت في مقابل
ذلك الثواب الجزيل، فقد
روي عن الرسول الأكرم
محمّد
صلى الله عليه وآله
وسلم قال: "من مشى إلى
مسجد من مساجد الله فله
بكلّ خطوة خطاها حتّى
يرجع إلى منزله عشر
حسنات، ومُحي عنه عشر
سيّئات، ورُفع له عشر
درجات"21.
وعن الإمام الصادق عليه
السلام قال: "ما عُبد
الله بشيءٍ مثل الصمت
والمشي إلى بيته"22.
10- تعاهد الحذاء
لا تترك الحذاء حيثما
وصلت وكيفما كان لكي لا
تُساهم في تشكيل الصورة
الفوضويّة عند باب
المسجد، ضعه في المكان
الّذي أُعدّ لذلك، والتزم
بما جاء في الرواية عن
الإمام عن جعفر
بن محمّد، أبيه عليهم السلام قال:
"قال النّبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم: تعاهدوا
نعالكم عند أبواب
مساجدكم، ونهى أن ينتعل
الرجل وهو قائم"23.
11-الدخول بالرجل اليمنى
والخروج باليسرى
لكلّ عمل في الإسلام أدب
أفردت له الشريعة
الإسلاميّة الشاملة ذكراً
خاصّاً به أو عملاً
مستحبّاً حثّت عليه، ومن
هذه الآداب ما يتعلّق
بالمسجد وبكيفية الدخول
إليه، فقد ورد عن رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: "إذا دخل المؤمن
المسجد، فوضع رجله
اليمنى، قالت الملائكة:
غفر الله لك، وإذا خرج
فوضع رجله اليسرى، قالت
الملائكة: حفظك الله،
وقضى لك الحوائج، وجعل
مكافأتك الجنّة"24.
12- الذكر حال الدخول
وهو ما جاء في العديد من
الروايات، فعن الإمام
الباقر عليه السلام قال:
"إذا دخلت المسجد وأنت
تُريد أن تجلس فلا تدخله
إلّا طاهراً، وإذا دخلته
فاستقبل القبلة ثمّ ادعُ
الله وسله وسمِّ
25حين
تدخله، واحمد الله وصلِّ
على النّبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم"26.
وفي الرواية عن أبي بصير
قال: قال أبو عبد الله
الصادق عليه السلام: "إذا
دخلت المسجد فاحمد الله
وأثنِ عليه وصلِّ على
النّبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم"27.
13-
وللمسجد تحيّة
وهي وصيّة النّبيّ الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم
لأبي ذرٍّ الغفاريّ، ففي
الرواية عن أبي ذرٍّ قال:
دخلت على رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم
وهو
في المسجد جالس، فقال لي:
"يا أبا ذرّ، إنّ للمسجد
تحيّة، قلت: وما تحيّته؟
قال: ركعتان تركعهما"28.
14-الجلوس في المسجد
عبادة
ليس الدعاء والصلاة
وقراءة القرآن في المسجد
فقط من الأمور العباديّة
الّتي يُثيب الله عليها،
بل إنّ مجرّد الجلوس فيه
هو مظهر من مظاهر العبادة
لله، وبالتالي فإنّ الله
يُثيب الجالسين والماكثين
فيه وذلك لإظهار مكانة
المسجد في الإسلام، قال
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم:"الجلوس في
المسجد لانتظار الصلاة
عبادة ما لم يُحدث، قيل:
يا رسول الله وما الحدث ؟
قال: الغيبة"29.
15- المساجد للقرآن
إنّ للمسجد حرمة عظيمة
عند الله بحيث جعلها
مكاناً مخصّصاً للعبادة
وقراءة القرآن وأضفى
عليها طابعاً من القدسيّة
لتكون مركزاً عباديّاً
يُقام فيه كلّ ما يُقوّي
أواصر العلاقة بالله،
ويُساعد على مدّ الجسور
بين الإنسان وخالقه، فعن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم أنّه قال:
"من سمعتموه يُنشد شعراً
في المساجد فقولوا: فضّ
الله فاك إنّما نُصبت
المساجد للقرآن"30.
16- منع القصص في المسجد
حفاظاً على مكانة وهيبة
المسجد وصوناً لحرمته
المستمّدة من التوصيات
الإلهيّة الّتي لهج بها
القرآن نجد أنّ أهل البيت
عليهم السلام تعاملوا
بشدّة مع من ينتهك قدسيّة
وحرمة المسجد ويحرفها عن
دورها الأساس, ليصونوا
بيوت الله ويحافظوا عليها
كما أرادها الله عزّ
وجلّ، فقد ورد عن أبي عبد
الله عليه السلام: " إنّ
أمير المؤمنين عليه
السلام رأى قاصّاً في
المسجد فضربه بالدرّة
وطرده"31.
17- الأصوات القبيحة في
المسجد
والمقصود منها الصوت
المرتفع أو الصوت الناتج
عن التنخّع والتنخّم (التمخّط)
الّذي يُزعج الموجودين
ويُعكّر صفاء المتعبّدين
في المسجد, فعن الصادق
عليه السلام قال: "جنّبوا
مساجدكم.. رفع الصوت"32.
18- ترك المسجد أثناء
الصلاة
نهى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم
عن الخروج
من المسجد عند رفع الآذان
أي في وقت الصلاة ووصفه
بالمنافق، ولعلّ ذلك من
باب الإشارة إلى
أهمّيّة
الصلاة جماعة في المسجد
وإشعاراً منه صلى الله
عليه وآله وسلم على
قدسيّة وقت الصلاة
وأدائها في وقتها، فعن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم:"من سمع النداء
في المسجد فخرج من غير
علّة فهو منافق إلّا أن
يُريد الرجوع إليه"33.
19- حافظ على نظافة
المسجد
إن وجدت في المسجد شيئاً
مرميّاً على الأرض
فالتقطه واجعل بيت الله
نظيفاً، وسيُكتب لك
الثواب الّذي جاء في
الرواية عن الإمام
الصادق، عن آبائه عليهم
السلام أنّ رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم قال:
"من قمَّ (نظَّف) مسجداً
كتب الله له عتق رقبة،
ومن أخرج منه ما يقذي
عيناً كتب الله عزّ وجلّ
له كِفلين من رحمته"34.
والأفضل التبرّع بكنسه
كلّه ليحظى الإنسان
بالمغفرة الموعودة، ففي
الرواية عن رسول الله
الأكرم صلى الله عليه
وآله وسلم: "من كنس
المسجد يوم الخميس ليلة
الجمعة فأخرج منه من
التراب ما يذر في العين
غفر الله له"35.
20- إضاءة المسجد
وهو عمل يسير أن تتبرّع
بمصباح للمسجد، تُنير به
ليل المصلّين فيه، فقد
جاء في الرواية عن رسول
الله الأكرم صلى الله
عليه وآله وسلم:
"من أسرج في مسجد من
مساجد الله سراجاً لم تزل
الملائكة وحملة العرش
يستغفرون له ما دام في
ذلك المسجد ضوءٌ من ذلك
السراج"36.
21- تاجر مع الله فقط
فالمسجد ليس محلّاً
للتجارة إلّا مع الله،
فلا تجعله متجراً لبيع
متاع الدنيا الفانية
الزائلة، ففي الرواية عن
الإمام الصادق عليه
السلام: "جنّبوا مساجدكم
البيع والشراء،
والمجانين، والصبيان،
والأحكام، والضالّة،
والحدود، ورفع الصوت"37.
وفي رواية ثالثة عن
الإمام الصادق عليه
السلام عن آبائه عن عليّ
عليهم السلام قال:
"من
أكل شيئاً من المؤذيات
ريحها، فلا يقربنّ
المسجد"38.
خاتمة
إنّ كلّ ما تقدّم من آداب
المسجد هو آداب ظاهريّة،
وما ينبغي على المؤمن أن
يُراعيه من خلال تصرّفاته
الجسديّة في المساجد،
إلّا أنّ للحضور في
المسجد عند أهل الإيمان
والتقوى آداباً نفسيّةً
وروحيّةً خاصّةً ذكرت في
بواطن وصاياهم وطيّات
كتبهم وآثارهم، لا بُدّ
من الالتفات إليها
والاهتمام بها حتّى نحصّل
العظيم من آثار وثواب
الحضور في المساجد.
وفقنا الله تعالى وإيّاكم
لأداء حقّ المساجد
والقيام فيها لأداء
الفرائض، ونسأله تعالى أن
لا نكون ممّن تشكونا بيوت
الله تعالى إليه، إنّه
سميع مجيب، والحمد لله
ربِّ العالمين وأفضل
الصلاة وأتمِّ السلام على
خير الخلق سيّدنا محمّد
وآله الطاهرين المعصومين.
|