أهداف الدرس
أن يُلاحظ الطالب طبيعة
المواجهة بين الإسلام
والجبهة البيزنطيّة.
أن يتأسّى بالصحابة
المؤمنين الذين تجلّت
تضحياتهم في معركة مؤتة.
أن يطّلع إلى أحداث غزوة
تبوك، ومحاولة اغتيال
النبيّّ صلى الله عليه
واله وسلم.
أن يستفيد من نتائج ودروس
معركة تبوك على الصعيدين
التربويّ والعسكريّّ.
تمهيد
لقد وقف النصارى بالإجمال
من الدعوة الإسلاميّّة
منذ البدء موقف العطف
والتأييد أحياناً.
وظلُّوا كذلك إلى آخر
العهد المكّي، ولم يقع
بينهم وبين النبيّّ صلى
الله عليه واله وسلم
احتكاك وعداء كما وقع مع
اليهود في المدينة
1.
لكنّ هذا لم يمنع الكثرة
من النصارى العرب من أن
تلعب دورها في العصر
المدنيّ بمواجهة الإسلام،
وتتّخذ المواقف العدائيّة
ضدّه، على شتّى المستويات
بدفعٍ من الدولة
البيزنطيّة الرومانيّة.
ففي العصر المدنيّ تمكّن
الإسلام من بناء دولته -
التي تتجاوز في سياساتها
وعلاقاتها الحدود
الاقليميّة والقوميّة -
التي وصلت إلى حدود
الدولة البيزنطيّة
وحلفائها العرب في
الشمال، وهم جميعاً
محسوبون على المعسكر
النصرانيّ.
وبمرور الوقت واتساع نفوذ
الإسلام شمالاً، ووصول
أنباء انتصاراته على
الوثنيّة واليهوديّة إلى
قبائل الشمال.. بدأ
المعسكر البيزنطيّ
وحلفاؤه يشعر
بالخوف والخطر ويقوم ببعض
التصرُّفات المُعادية
للإسلام والمسلمين، فبدأ
مسلسل الصراع المُسلَّح
بين المسلمين والنصارى.
وكانت أبرز المعارك على
هذا الصعيد: معركة مؤتة
ومعركة تبوك.
معركة مؤتة
كان الدافع لهذه المعركة
هو الانتقام لحادثة مقتل
الحارث بن عمير الأزديّ
مبعوث الرسول صلى الله
عليه واله وسلم إلى ملك
بُصرى على يد شرحبيل بن
عمرو الغسّانيّ عامل
هِرَقْل في مؤتة. فقد كان
لهذه الحادثة وقع شديد
على المسلمين، وكان لا
بُدَّ للنبيّّ صلى الله
عليه واله وسلم من أن
يتّخذ موقفاً حاسماً إزاء
المعتدي بعد هذا الموقف
الغادر.
فجهّز النبيّّ صلى الله
عليه واله وسلم جيشاً من
ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة
جعفر بن أبي طالب (رضوان
الله عليه)، وكان ذلك في
جمادى الأولى من السنة
الثامنة للهجرة، وأمرهم
بالانطلاق صوب الشمال،
لتأديب القوى المعادية
على فعلتها، وإشعارها
بقوّة الدولة الإسلاميّّة
وقدرتها على ردع الغادرين
والمعتدين الذين يجدون في
الحماية البيزنطيّة سبباً
يدفعهم إلى الجرأة
والعدوان.
وتُشير الشواهد الصحيحة
إلى أنّه صلى الله عليه
واله وسلم جعل القيادة
لجعفر بن أبي طالب، ومن
بعده لزيد بن حارثة، ومن
بعدهما لعبد الله بن
رواحة، وترك للجيش أن
يختار لقيادته من يراه
صالحاً إذا أُصيب
الثلاثة.
أعدَّ هرقل بعدما سمع نبأ
التحرُّك الإسلاميّّ
جيشاً كثيفاً قوامه مئة
ألف مقاتل وعسكر في "مآب"
من أرض البلقاء.
ولمّا وصل المسلمون إلى
منطقة معان جنوبيّ الأردن
بَلَغَتْهُم أخبار تلك
الحشود.. فأقاموا ليلتين
يتداولون الرأي بينهم
وقال بعضهم: نكتب إلى
رسول الله صلى الله عليه
واله وسلم فنُخبِره بعدد
عدوّنا، فإمّا أن يمدّنا
بالرجال وإمّا أن يأمرنا
بأمره فنمضي له، وكاد هذا
الرأي أن يتغلّب لولا
التربية الإيمانيّة
والمعنويّة التي كان
لها دورها في صنع القرار
وتحديد الموقف في اللحظات
الحرجة، حيث وقف عبد الله
بن رواحة وقال بكلّ إيمان
وقوّة وشجاعة: "يا قوم،
والله.. ما نقاتل الناس
بعدد ولا قوّة ولا كثرة،
ما نقاتلهم إلّا بهذا
الدين الذي أكرمنا الله
به، فانطلِقوا فإنّما هي
إحدى الحسنيين: إمّا ظهور
وإمّا شهادة"2
.
فكان لهذه الكلمات أثرها
الطيّب على تلك النفوس
المؤمنة المجاهدة،
فصمّموا على المُضي
والقتال مهما كانت
النتائج.
غادر المسلمون معسكرهم في
"مَعان" وانطلقوا شمالاً
حتّى إذا بلغوا تخوم
"البلقاء" لَقِيَتْهُم
جموع الروم وحلفاؤهم
العرب في قرية تُدعى
مؤتة، وهناك دارت معركة
طاحنة بين الطرفين،
استُشهد خلالها القادة
الثلاثة على التوالي،
فقرّر خالد بن الوليد
الذي تولّى قيادة الجيش
الانسحاب والعودة إلى
المدينة.
غزوة تبوك
3
بعد عودة الرسول الأعظم
صلى الله عليه واله وسلم
إلى المدينة المنوّرة في
أواخر السنة الثامنة
للهجرة، في أعقاب دخول
مكّة وانتصاره في حُنين،
بلغته أنباء خطيرة عن
تحرُّكات عسكريّة خطيرة
يعتزم الروم وحلفاؤهم
العرب، من لخم وجذام
وغسان، القيام بها ضدّ
الإسلام والمسلمين. وقد
قامت هذه القبائل فعلاً
بإرسال طلائعها إلى
البلقاء، فقرّر النبيّّ
صلى الله عليه واله وسلم
أن يتصدّى لهم.
وفي معظم الغزوات كان
النبيّّ صلى الله عليه
واله وسلم لا يُحدِّد
هدفه العسكريّّ زيادة في
الكتمان والسرِّيَّة، بل
إنّه كان يُعلن عن أهداف
غير تلك التي يقصدها
لتضليل الأعداء، أمّا في
غزوة تبوك فقد بيَّن
النبيّّ صلى الله عليه
واله وسلم الهدف للناس
"لِبُعد الشقّة وكثرة
العدو، ليتأهّب الناس
لذلك أهبَّته".
فأرسل إلى القبائل
المُسلِمة في مختلف
المناطق يُعلِمهم بما عزم
عليه ويستنهضهم للجهاد
معه، فأجابوا دعوته إلّا
المنافقين، فإنّهم راحوا
يختلقون الأعذار الواهية
حتّى لا يخرجوا لقتال
الروم. وقد حكى القرآن
عنهم ذلك فقال تعالى:
﴿وَقَالُواْ
لاَ تَنفِرُواْ فِي
الْحَرِّ قُلْ نَارُ
جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا
لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُون﴾4
.
ثمّ تمادى المنافقون في
موقفهم، فلم يكتفوا
بتخلُّفهم عن الجهاد، بل
راحوا يُثبِّطون الناس
عنه ويُحرِّضون على
التخلُّف والتخاذل، وقد
اجتمعوا لهذه الغاية في
بيت أحد اليهود، فعلم
النبيّّ صلى الله عليه
واله وسلم بهم، فحرق
عليهم الدار وكانوا عبرةً
لغيرهم.
استكمل النبيّّ صلى الله
عليه واله وسلم تجهيز
المسلمين وولّى الإمام
عليّاً عليه السلام إدارة
المدينة، وقال له: "أما
ترضى أن تكون منّي بمنزلة
هارون من موسى إلّا أنّه
لا نبيّ بعدي؟"5
. ثمّ ما لبث أن انطلق
صلى الله عليه واله وسلم
في رجب من السنة التاسعة
بأكبر جيش عرفه تاريخ
الدعوة إلى ذلك الحين،
قيل إنّه بلغ ثلاثين
ألفاً، تصحبه عشرة آلاف
فرس.
بدأ المسلمون مسيرتهم
التي قطعوا فيها آلاف
الأميال، وعانوا آلام
العطش والجوع والحرّ
وقلّة وسائل الركوب وبُعد
الطريق.. حتّى انتهى بهم
المطاف إلى تبوك في أقصى
الشمال. ويبدو أنّ الروم
وحلفاءهم سمعوا بأنباء
هذا الجيش الكبير، وقدرته
على اجتياز المصاعب،
وإصراره على جهاد
الأعداء، وقدّروا أنّه لو
انتصر في هذه المعركة
فسوف لا يقف عند حدّ،
وبالتالي قد تتعرّض
مواقعهم للخطر، فآثروا
الانسحاب إلى الداخل، عبر
أراضي الأردن وفلسطين،
وربما كانوا يهدفون من
ذلك ـ في الوقت نفسه ـ
إلى جرِّ المسلمين إلى
الداخل والانقضاض عليهم
هناك. إلّا أنّ النبيّّ
صلى الله عليه واله وسلم
لم يُتِحْ لهم تحقيق
هدفهم هذا،
وقرّر عدم التوغُّل إلى
الداخل، وعسكر في تبوك
جاعلاً إيّاها آخر نقطة
في توغُّله شمالاً.
بقي النبيّّ صلى الله
عليه واله وسلم في تبوك
حوالي عشرين يوماً يُراقب
تحرُّكات الروم من دون أن
يُقاتل أحداً. وأخذ يتّصل
في الوقت نفسه بزعماء
القبائل النصرانيّة
المنتشرة في المنطقة
المُتاخِمة للحدود، وعقد
مع بعضهم معاهدات صلح
وتعاون، فقطع بذلك ولاءهم
للدولة البيزنطيّة
وحوّلهم إلى مواطنين أو
حلفاء للدولة
الإسلاميّّة، وهو الهدف
الذي كان يسعى إلى تحقيقه
منذ بدء صراعه مع الروم.
محاولة اغتيال
النبيّّ صلى الله عليه
واله وسلم
من الأحداث المُهمَّة
التي وقعت مع النبيّّ صلى
الله عليه واله وسلم خلال
عودته من تبوك محاولة
اغتياله، فقد ذكرت
المصادر التاريخيّة أنّه
حين وصل الجيش الإسلاميّّ
إلى العقبة (بين المدينة
والشام) قال صلى الله
عليه واله وسلم: "من شاء
منكم أن يأخذ بطن الوادي
فإنّه أوسع لكم" فأخذ
الناس بطن الوادي وسلك هو
طريق العقبة، وكان يقود
ناقته عمّار بن ياسر
ويسوقها حذيفة بن اليمان،
فرأى النبيّّ صلى الله
عليه واله وسلم في ضوء
القمر فرساناً قد تلثّموا
ولحقوا به من ورائه في
حركةٍ مُريبة فغضب صلى
الله عليه واله وسلم وصاح
بهم وأمر حذيفة أن يضرب
وجوه رواحلهم؛ فتملّكهم
الرعب وعرفوا بأنّ
النبيّّ صلى الله عليه
واله وسلم قد علم بما
أضمرته نفوسهم بمؤامرتهم،
فأسرعوا تاركين العقبة
ليُخالِطوا الناس ولا
تنكشف هويّتهم.
وطلب حذيفة من الرسول صلى
الله عليه واله وسلم أن
يبعث إليهم من يقتلهم
بعدما عرفهم من رواحلهم،
ولكنّ رسول الرحمة عفا
عنهم وأوكل أمرهم إلى
الله تعالى
6.
نتائج تبوك وملامح
الانتصار
بعد عشرين ليلة قضاها
النبيّّ صلى الله عليه
واله وسلم وقوّاته في
تبوك، قفل عائداً إلى
المدينة بعد أن حقّق
بحركته الصعبة تلك
انتصاراً على الجبهة
النصرانيّة البيزنطيّة،
لا يقلّ أهميّة عن
انتصاراته الحاسمة على
جبهات الوثنيّة
واليهوديّة، وهذه أبرز
ملامح الانتصار
1 ـ فقد كسب النبيّّ صلى
الله عليه واله وسلم
عدداً من القبائل القاطنة
في جنوب الشام على الحدود
إلى جانب الدولة
الإسلاميّّة، وقطع
علاقاتها بالروم، وحصل
منها على عهد بأنْ لا
تتعاون مع أحد عليه، ولا
تتّخذ من بلدانها مركزاًَ
للعدوان على الحجاز،
وبذلك ضمن النبيّّ صلى
الله عليه واله وسلم أمن
المسلمين وحدود دولتهم.
2 ـ والانتصار الأهمّ هو
أنّ استجابة الرسول صلى
الله عليه واله وسلم
لتحدّي الروم، وتقدّمه
لقتالهم وانسحابهم من
طريقه وانتظاره إيّاهم
قرابة عشرين يوماً دون أن
يُحرِّكوا ساكناً، جاء
ضربة قاسية للسيادة
البيزنطيّة في بلاد
الشام، وإضعافاً لمركزها
وهيمنتها على القبائل
التي تعيش هناك، وكسراً
لجدار الخوف من القوّة
البيزنطيّة، وهو انتصار
نفسيّ حاسم مكّن أهالي
البلاد، بعد سنين قليلة،
من تجاوز ولائهم القديم
والانطلاق لضرب
البيزنطيّين وإلحاق
الهزائم بهم وطردهم إلى
بلادهم التي جاؤوا منها.
3 ـ صعود سُمعة المسلمين
ومكانتهم وهيبتهم داخل
الحجاز وخارجها؛ بحيث إنّ
القبائل - التي شعرت بمدى
قوّة الدولة الجديدة
وامتداد نفوذها حتّى إلى
قلب الديار التي كان
أهلها يعملون لصالح الروم
- بادرت إلى حسم خيارها
وأخذت تتهافت على الرسول
في المدينة بعد رجوعه من
تبوك خاضعة مذعنة معلنة
إسلامها وتأييدها، حتّى
سُمّي ذلك العام (التاسع)
بعام الوفود.
4 ـ إنّ غزوة تبوك تُمثّل
خطوة من خطوات حركة
المسلمين باتجاه الخارج،
وتخطّياً لنطاق العرب
وجزيرتهم إلى العالم،
وبادرة مُتقدِّمة مهّدت
الطريق لحركة الفتوحات
الإسلاميّّة التي شهدتها
العصور التالية لعصر
النبيّّ صلى الله عليه
واله وسلم.
مواقف ودروس من غزوة
تبوك
1 ـ ميّزت غزوة تبوك مرّة
أخرى المُنتمين إلى معسكر
الإسلام، فكشفت المنافقين
الذين تَخلَّفوا عن
الجهاد لأعذار واهية
ومحّصتهم عن المؤمنين
المجاهدين الذين سارعوا
للانخراط في الجيش
الإسلاميّّ رغبة في
الجهاد وعشقاً للشهادة.
وقد ذكر المفسِّرون أنّ
عدداً من آيات سورة
التوبة7
نزلت بمناسبة تبوك،
مقَارِنَةً بين موقف
المنافقين وموقف المؤمنين
من الجهاد، وفاضحةً
المنافقين وأساليبهم،
مُحذِّرةً من مكرهم
ومؤامراتهم، مشدِّدةً على
عدم التساهل معهم أو
الاستعانة بهم أو قبول
أعذارهم.
2 ـ في الوقت الذي تخلّف
فيه بعضٌ عن الجهاد في
تبوك، مُلتمسين الأعذار
الواهية، كان بعضٌ من
الفقراء المجاهدين تفيض
أعينهم من الدمع لأنّهم
لم يتمكّنوا من الخروج
إلى الجهاد، بسبب عدم
امتلاكهم لمؤونته
وإمكاناته.
وقد ورد أنّ سبعة من
فقراء المسلمين جاؤوا إلى
النبيّّ صلى الله عليه
واله وسلم وتوسّلوا إليه
أن يُهيّىء لهم ما
يُمكِّنهم من الخروج معه
شوقاً إلى الجهاد في سبيل
الله، فأجابهم: لا أجد ما
أحملكم عليه، فتولّوا عنه
وأعينهم تفيض من الدمع
حزناً وأسفاً لحرمانهم من
شرف المشاركة، وأنزل الله
بهذه المناسبة قوله
تعالى:
﴿لَّيْسَ
عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ
عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ
عَلَى الَّذِينَ لاَ
يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ
حَرَجٌ إِذَا مَا عَلَى
الْمُحْسِنِينَ مِن
سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ * وَلاَ عَلَى
الَّذِينَ إِذَا مَا
أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ
قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا
أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ
تَوَلَّواْ
وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ
مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا
أَلاَّ يَجِدُواْ مَا
يُنفِقُونَ﴾8.
3 ـ شارك المسلمون
الأغنياء في تجهيز الجيش
الإسلاميّّ والإنفاق عليه
حتّى "أنّ الرجل كان
يأتي بالبعير إلى الرجل
والرجلين فيقول: هذا
البعير بينكما تتعاقبانه،
ويأتي الرجل بالنفقة
فيُعطيها بعض من يخرج"،
بل ورد أيضاً أنّ النساء
ساهمنَ بحليّهنَّ في تبوك
وشاركنَ الرجال في
النفقة، حيث اشتركنَ بكلّ
ما قدرنَ عليه من مسك،
وأسورة ومعاضد، وخلاخيل،
وقراط، وخواتيم"
9.
4 ـ إنّ اختيار الإمام
عليّ عليه السلام بالذات
ليكون مكان النبيّّ صلى
الله عليه واله وسلم في
المدينة يُدير شؤونها في
غيابه، كان إجراءاً
ضروريّاً يستهدف حماية
المدينة وحفظ كيانها من
المنافقين والأعراب الذين
تخلّفوا عن تبوك بأعداد
كبيرة، وكان من المُحتمل
أن يستفيدوا من فرصة غياب
النبيّّ صلى الله عليه
واله وسلم للانقضاض على
المدينة والعبث بأمنها،
فكانت الدولة بحاجة إلى
شخصيّة مرهوبة الجانب
تملك كفاءة القيادة
والولاية، ولا تحسب لأحد
حساباً مهما بلغ من
القوّة والمكانة، وتقف
سدّاً منيعاً في وجه كلّ
من يُحاول التآمر أو
العبث بأمن الدولة
وكيانها، وكان النبيّّ
صلى الله عليه واله وسلم
يعلم بأنّه لا يصلح
لمهمّة كهذه غير الإمام
عليّ عليه السلام، وقد
قال له النبيّّ صلى الله
عليه واله وسلم على ما
جاء في مستدرك الصحيحين:
"إنّ المدينة لا تصلح
إلّا بي أو بك"
10.
غَزْوَةُ مُؤْتَة
(جيش الأمراء) جعفر بن
أبي طالب، زيد بن حارثة،
عبد الله بن زواحة
|