داخل كل إنسان وفي
أعماق وجدانه سيجد زاوية من الصدق مهما غرّب أو
شرّق، سيظهر هذا الصدق الوجداني على شكل إنصاف
يبقى للتاريخ ليسجل الحقيقة الناصعة كما هي، بعيداً
عن تحديات السياسة ومكائد الأهواء وتلبيس أباليس
الإنس والجن، وعبر التاريخ وجدنا الكثير من الغرب
أو الشرق وقفوا وقفة صادقة فانطلقت كلمات من
وجدانهم لتعكس الحقيقة كما هي، حقيقة النور
المحمدي، وسنتعرض هنا لنماذج من هذه الكلمات.
لامارتين1:
"هل هناك من هو أعظم من
محمد؟"
"إذا كانت الضوابط التي
نقيس بها عبقرية الإنسان
هي سمو الغاية والنتائج
المذهلة لذلك رغم قلة
الوسيلة، فمن ذا الذي
يجرؤ أن يقارن أيّاً من
عظماء التاريخ الحديث
بالنبي محمد صلى الله
عليه وآله وسلم في
عبريّته؟ فهؤلاء المشاهير
قد صنعوا الأسلحة وسنوا
القوانين وأقاموا
الإمبراطوريات. فلم يجنوا
إلا أمجاداً بالية لم
تلبث أن تحطمت بين
ظهرانِيهم.
لكنَّ هذا الرجل "محمداً
صلى
الله عليه وآله وسلم"
لم يقد الجيوش ويسنّ
التشريعات ويقم
الإمبراطوريات ويحكم
الشعوب ويروّض الحكام فقط،
وإنما قاد الملايين من
الناس فيما كان يعد ثلث
العالم حينئذ. ليس هذا
فقط، بل إنه قضى
على الأنصاب والأزلام
والأديان والأفكار
والمعتقدات الباطلة.
لقد صبر النبي وتجلّد حتى
نال النصر (من الله). كان
طموح النبي صلى الله عليه
وآله وسلم موجّهاً
بالكلية إلى هدف واحد،
فلم يطمح إلى تكوين
إمبراطورية أو ما إلى ذلك.
حتى صلاة النبي الدائمة
ومناجاته لربه ووفاته صلى
الله عليه وآله وسلم
وانتصاره حتى بعد موته،
كل ذلك لا يدل على الغش
والخداع بل يدلّ على
اليقين الصادق الذي أعطى
النبي الطاقة والقوة
لإرساء عقيدة ذات شقين:
الإيمان بوحدانية الله،
والإيمان بمخالفته تعالى
للحوادث.
فالشق الأول يبيّن صفة
الله (ألا وهي الوحدانية)،
بينما الآخر يوضح ما لا
يتصف به الله تعالى (وهو
المادية والمماثلة
للحوادث). لتحقيق الأول
كان لا بد من القضاء على
الآلهة المدّعاة من دون
الله بالسيف، أما الثاني
فقد تطلّب ترسيخ العقيدة
بالكلمة (بالحكمة
والموعظة الحسنة).
هذا هو محمد صلى الله
عليه وآله وسلم الفيلسوف،
الخطيب، النبي، المشرّع،
المحارب، قاهر الأهواء،
مؤسّس المذاهب الفكرية
التي تدعو إلى عبادة حقة،
بلا أنصاب ولا أزلام. هو
المؤسس لإمبراطورية
روحانية واحدة. هذا هو
محمد صلى الله عليه وآله
وسلم.
بالنظر لكل مقاييس العظمة
البشرية، أود أن أتساءل:
هل هناك من هو أعظم من
النبي محمد صلى الله عليه
وآله وسلم؟"
"إن أعظم حدث في حياتي هو
أنني درست حياة رسول الله
محمد دراسة وافية، وأدركت
ما فيهام ن عظمة وخلود.
وأي رجل أدرك من العظمة
الإنسانية مثلما أدرك
محمد، وأي إنسان بلغ من
مراتب الكمال مثل ما بلغ،
لقد هدم الرسول المعتقدات
الباطلة التي تتخذ واسطة
بين الخالق والمخلوق".
توماس كارليل2:
"شهابٌ أضاء العالم أجمع"
"من العار أن يصغي أي
إنسان من أبناء هذا الجيل
إلى وهم القائلين: إنَّ
دين الإسلام كذب، وإن
محمداً لم يكن
على حق. لقد آن لنا أن
نحارب هذه الإدعاءات
السخيفة المخجلة،
فالرسالة التي دعا إليه
هذا النبي ظلّت سراجاً
منيراً أربعة عشر قرناً
من الزمان لملايين كثيرة
من الناس، فهل من المعقول
أن تكون هذه الرسالة
أكذوبة كاذب أو خديعة
خادع؟ هل رأيتم رجلاً
كاذباً يستطيع أن يخلق
ديناً ويتعهده بالنشر
بهذه الصورة؟ إنَّ الرجل
الكاذب لا يستطيع أن يبني
بيتاً من الطوب لجهله
بخصائص مواد البناء، وإذا
بناه فما ذلك الذي يبنيه
إلا كومة من أخلاط هذه
المواد، فما بالك بالذي
يبني بيتاً دعائمه هذه
القرون العديدة، وتسكنه
هذه الملايين الكثيرة...
وعلى ذلك فمن الخطأ أن
نعدَّ محمداً رجلاً كاذباً
متصنّعاً متذرّعاً بالحيل
والوسائل لغاية أو مطمع...
وما الرسالة التي أدّها
إلا الصدق والحق... وما
هو إلا شهاب أضاء العالم
أجمع، ذلك أمر الله".
وقد ذهب كارليل بعد هذا
إلى ردّ تهمٍ أخرى، مثبتاً
في الوقت نفسه سمو أخلاق
النبي صلى الله عليه وآله
وسلم، ورفيع سلوكه، قال:
"ويزعم المتعصبون أنَّ
محمداً لم يكن يريده
بدعوته غير الشهوة
الشخصية والجاه والسلطان...
كلا، واسم الله،
لقد انطلقت من فؤاد هذا
الرجل الكبير النفس،
المملوء رحمة وبراً
وإحساناً وخيراً ونوراً
وحكمة أفكار غير الطمع
الدنيوي، وأهداف سامية
غير طلب الجاه والسلطة،
ويزعم الكاذبون أنّ الطمع
وحب الدنيا هو الذي أقام
محمداً وأثاره. حمق
وسخافة وهوس إن رأينا
رأيهم، ما حاجة رجل على
شاكلته في جميع بلاد
العرب لتاج قيصر وصولجان
كسرى؟ لم يكن كغيره يرضى
بالأوضاع الكاذبة، ويسير
تبعاً للاعتبارات الباطلة،
ولم يقبل أن يتشح
بالأكاذيب والأباطيل، لقد
كان منفرداً بنفسه
العظيمة وبحقائق الكون
والكائنات، لقد كان سر
الوجود يسطع أمام عينيه
بأهواله ومحاسنه ومخاوفه".
جيبون أوكلي3:
"ما زال الانطباع الرائع"
يقول جيبون – أوكلي: "ليس
انتشار الدعوة الإسلامية
هو ما يستحق الانبهار
وإنما استمراريتها
وثباتها على مر العصور.
فما زال الانطباع الرائع
الذي حفره محمد في مكة
والمدينة له نفس الروعة
والقوة في نفوس الهنود
والأفارقة والأتراك حديثي
العهد بالقرآن، رغم مرور
اثني عشر قرناً من الزمان.
لقد استطاع المسلمون
الصمود يداً واحدة في
مواجهة فتنة الإيمان
بالله رغم أنهم لم يعرفوه
إلا من خلال العقل
والمشاعر الإنسانية. فقول
"أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمداً رسول الله" هي
ببساطة شهادة الإسلام.
ولم يتأثر إحساسهم
بألوهية الله (عزّ وجلّ)
بوجود أي الأشياء
المنظورة التي كانت تتخذ
آلهة من دون الله. ولم
يتجاوز شرف النبي وفضائله
حدود الفضيلة المعروفة
لدى البشر، كما أن منهجه
في الحياة جعل مظاهر
امتنان الصحابة له (لهدايته
إياهم وإخراجهم من
الظلمات إلى النور)
منحصرة في نطاق العقل
والدين".
الدكتور زويمر4:
"قدير بليغ..."
يقول زويمر: "إنَّ محمداً
كان ولا شك من أعظم
القادة المسلمين الدينيين،
ويصدق عليه القول أيضاً
بأنه كان مصلحاً قديراً
وبليغاً فصيحاً وجريئاً
مغواراً، ومفكراً عظيماً،
ولا يجوز أن ننسب إليه ما
ينافي هذه الصفحات، وهذا
قرآنه الذي جاء به
وتاريخه يشهدان بصحة هذا
الادعاء".
برناردشو5:
"منقذ البشرية"
"إنّ رجال الدين في
القرون الوسطى،
ونتيجةً للجهل أو
التعصّب، قد رسموا
لدين محمد صورةً
قاتمةً، لقد كانوا
يعتبرونه عدوّاً
للمسيحية، لكنّني
اطّلعت على أمر هذا
الرجل، فوجدته أعجوبةً
خارقةً، وتوصلت إلى
أنّه لم يكن عدوّاً
للمسيحية، بل يجب أن
يُسمّى منقذ البشرية،
وفي رأيي أنّه لو
تولّى أمر العالم
اليوم، لوفّق في حلّ
مشكلاتنا بما يؤمن
السلام والسعادة التي
يرنو البشر إليها".
آن بيزيت6:
"احد رسل الله
العظماء"
ورد في كتابه "حياة
وتعاليم محمد" قوله:
"من المستحيل لأي شخص
يدرس حياة وشخصية نبي
العرب العظيم ويعرف
كيف عاش هذا النبي
وكيف علّم الناس، إلا
أن يشعر بتبجيل هذا
النبي الجليل، أحد
رسل الله العظماء،
ورغم أنني سوف أعرض
فيما أروي لكم أشياء
قد تكون مألوفة
للعديد من الناس
فإنني أشعر في كل مرة
أعيد فيها قراءة
هذه الأشياء بإعجاب
وتبجيل متجددين لهذا
المعلم العربي العظيم.
هل تقصد أن تخبرني أن
رجلاً في عنفوان
شبابه لم يتعدَّ
الرابعة والعشرين من
عمره بعد أن تزوج من
امرأة أكبر منه بكثير
وظل وفياً لها طيلة
26 عاماً ثم عندما
بلغ الخمسين من عمره
السن التي تخبو فيها
شهوات الجسد تزوج
لإشباع رغباته
وشهواته؟! ليس هكذا
يكون الحكم على حياة
الأشخاص.
فلو نظرت إلى النساء
اللاتي تزوجهن لوجدت
أن كل زيجة من هذه
الزيجات كانت سبباً
إما في الدخول في
تحالف لصالح أتباعه
ويدنه أو الحصول على
شيء يعود بالنفع على
أصحابه أو كانت
المرأة التي تزوجها
في حاجة ماسة للحماية".
ليو تولستوي7:
"فتح طريق الرقي"
يقول الأديب العالمي
ليو تولستوي في رسول
الله صلى الله عليه
وآله وسلم: "يكفي
محمداً فخراً أنّه
خلّص أمةً ذليلةً
دمويةً من مخالب
شياطين العادات الذميمة،
وفتح على وجوههم طريقَ
الرُّقي والتقدم، وأنّ
شريعةَ محمدٍ، ستسودُ
العالم لانسجامها مع
العقل والحكمة.
سوف تسود شريعة القرآن
العالم لتوافقها
وانسجامها مع العقل
والحكمة.
لقد فهمت... لقد أدركت...
ما تحتاج إليه البشرية هو
شريعة سماوية تُحِقُّ
الحق، وتزهق الباطل.
أنا واحد من المبهورين
بالنبي محمد الذي اختاره
الله الواحد لتكون آخر
الرسالات على يديه،
وليكون هو أيضاً آخر
الأنبياء".
فرنسوا فولتر8:
"كل التمجيد لمحمد"
"إنَّ في نفس محمد لشيئاً
عجيباً طريفاً رائعاً
يحمل الإنسان على الإعجاب
والتقدير، ولعمري أنَّ
الرجل وقف وحده يدعو إلى
الله، ويتحمّل الأذى في
سبيل هذه الدعوة
سنوات عديدة، وأمامه
الجموع المشركة، تعمل
جهدها لمعاكسته وقتل
فكرته، إنه إذاً يستحق كل
تقدير وتمجيد، ثم إنك
لتراه في أدوار حياته هو
نفسه لا يسحب يده من صديق
محبّ للأطفال الذين كان
لا يمر بهم إلا وتلطّف
معهم ويقف بينهم باسماً
متواضعاً، والواقع أنَّ
المزايا التي كان ينعتهم
بها محمد تمحق الانتقاد
محقاً، ولا تترك مكانه
إلا الإعجاب به والتقدير
لشخصيته".
صموئيل زويمر9:
"أروع الأمثال"
"إنَّ عبقرية محمد هي
السبب في نجاحه واستطارة
شأنه يضاف إلى هذا كله
معرفته العظيمة في
الديانات في عصره، لم يكد
يقدر على البر وإسداء
المعرفة وإظهار شكره
للنعمة، واعترافه بالجميل
حتى ضرب للناس في ذلك
أروع الأمثال وأبلغها
تأثيراً في القلوب،
أرضعته أمَةٌ لأبي لهب
يقال لها ثوبية أياماً
قبل أن تأخذه حليمة
السعدية لترضعه، فلما علم
من أمرها حفظ لها هذه
النعمة، وعرف لها هذا
الجميل، فلم يكد يقدر على
شكرها
والبر بها حتى جهد في ذلك،
وإذا به يحمل زوجه خديجة
على أن تسعى عند أبي لهب
في أن تشتري منه هذه
الأمَة ليعتقها فيأبى أبو
لهب، فيتصل معروفه بأمة
كهذه ما أقام بمكة".
المستر جون وانتبورت10:
"الرجل العظيم"
"بقدر ما نرى صفة محمد
الحقيقية بعين البصيرة
والتروي في المصادر
التأريخية الصحيحة، بقدر
ما نرى من ضعف البرهان
وسقوط الأدلة لتأييد
أقوال الهجو الشديد
والطعن القبيح الذي اندفن
على رأسه، وانهار عليه من
أفواه المغرضين والذين
جهلوا حقيقة محمد ومكانته،
ذلك الرجل العظيم عند كل
من درس صفاته العظيمة،
كيف لا وقد جاء بشرع لا
يسعنا أن نتهمه فيه".
مهاتما غاندي11:
"صفاته انتصرت"
"أردت أن أعرف صفات الرجل
الذي يملك بدون نزاع قلوب
ملايين البشر... لقد
أصبحت مقتنعاً كلّ
الاقتناع أنَّ
السيف لم يكن الوسيلة
التي من خلالها اكتسب
الإسلام مكانته، بل كان
ذلك من خلال بساطة الرسول
مع دقته وصدقه في الوعود،
وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه
وأتباعه، وشجاعته مع ثقته
المطلقة في ربه وفي
رسالته. هذه الصفات هي
التي مهّدت الطريق،
وتخطّت المصاعب وليس
السيف. بعد انتهائي من
قراءة الجزء الثاني من
حياة الرسول وجدت نفسي
آسفاً لعدم وجود المزيد
للتعرّف أكثر على حياته
العظيمة".
راما كريشنا راو12:
"بطل دروب الحياة"
"لا يمكن معرفة شخصية
محمد بكل جوانبها. ولكن
كل ما في استطاعتي أن
أقدّمه هو نبذة عن حياته
من صور متتابعة جميلة. أن
أقدّمه هو نبذة عن حياته
من صور متتابعة جميلة.
فهناك محمد النبي، ومحمد
المحارب، ومحمد رجل
الأعمال، ومحمد رجل
السياسة، ومحمد الخطيب،
ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ
اليتامى، وحامي العبيد،
ومحمد محرّر النساء،
ومحمد القاضي، كل هذه
الأدوار الرائعة في كل
دروب الحياة الإنسانية
تؤهله لأن يكون بطلاً".
|