زوجات النبي

 

السيدة ريحانة بنت زيد

وفاتها زواجها
  الخاتمة


زواجها
هي: ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن سمعون بن زيد من بني النضير. قال ابن سعد: وكانت متزوجة رجلاً من بني قريظة يقال له الحكم. فنسبها بعض الرواة إلى قريظة لذلك 1.

روي عن محمد بن كعب قال: كانت ريحانة مما أفاء الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قتل زوجها وقعت في السبي.
فكانت صفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بني قريظة. فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الإسلام وبين دينها فاختارت الإسلام.
فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها وضرب عليها الحجاب 2.

وروي عن عمر بن الحكم عن ريحانة قالت: لما سبيت بنو قريظة.
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن اخترت الله ورسوله اختارك رسول الله لنفسه. فقلت: إني أختار الله ورسوله. فلما أسلمت أعتقني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأصدقني كما كان يصدق نساءه. وأعرس بي في بيت أم المنذر. وكان يقسم لي كما كان يقسم لنسائه. وضرب علي الحجاب 3.
قال ابن سعد: هذا ما روي لنا في عتقها وتزويجها. وهو أثبت الأقاويل عندنا. وهو الأمر عند أهل العلم. وقد سمعت من يروي أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعتقها. وكان يطأها بملك اليمين، ومن ذلك ما روي عن أيوب بن بشير. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: أن أحببت أن أعتقك وأتزوجك فعلت، وإن أحببت أن تكوني في ملكي. فقالت: يا رسول الله أكون في ملكك أخفت على وعليك. فكانت في ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم 4.

وفاتها
روى ابن سعد عن عمر بن الحكم قال: لم تزل ريحانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع. فدفنها بالبقيع. وكان تزويجه إياها في المحرم سنة ست من الهجرة 5 وقال صاحب الإصابة: ماتت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بستة عشر.
وقيل لما رجع من حجة الوداع 6.

الخاتمة
وفي الختام نقول بما قاله أبو عمر في الإستيعاب: اللواتي لم يختلف أهل العلم فيهن هن إحدى عشر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ست من قريش. وواحدة من بني إسرائيل من ولد هارون عليه السلام، وأربع من سائر العرب. وتوفي في حياته صلى الله عليه وآله وسلم من أزواجه اثنتان: خديجة بنت خويلد. وزينب بنت خزيمة، وتخلف منهن تسع بعده، أما اللواتي اختلف فيهن ممن ابتنى بها. أو فارقها. أو عقد عليها ولم يدخل بها. أو خطبها ولم يتم له العقد معها.
فقد اختلف فيهن وفي أسباب فراقهن اختلافاً كثيراً. يوجب التوقف عن القطع بالصحة في واحدة منهن 7 ولم يختلف أهل العلم في أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان له سريتان يقسم لهما مع أزواجه: مارية القبطية.وريحانة الخندقية.

وما ذكره أبو عمر وما اتفق عليه العلماء، أقر به، فلقد ظهر لي ذلك ظهوراً جلياً عندما كنت أجمع مادة هذا الكتاب من أكثر من مصدر. ووفقاً لهذه الخلفية فإن أي قول غير هذا فهو إما قول مختلف فيه. وإما قول لا يستند إلى أساس. ومن كان شأنه كذلك فلا يلتفت إليه.
)قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُون(َ 8 ) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(  9 وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.


1-الطبقات الكبرى 129 / 8، الإصابة 88 / 8.
2-الطبقات 130 / 8، الإصابة 88 / 8.
3-الطبقات 130 / 8، الإصابة 88 / 8.
4-الطبقات 131 / 8.
5-الطبقات 130 / 8.
6-الإصابة 88 / 8.
7-الإستيعاب 34 / 1.
8-النمل:59.
9-الصافات: 180-182.