أهل البيت(ع)> من هم أهل البيت(ع)

أهل البيت في الاَدب العربي

ما حقَّق حول الآية الكريمة ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً أمراً واضحاً لا لبس فيه عند المسلمين في الصدر الاَوّل فقد فهموا في الآية الكريمة و بفضل الروايات من هم أهل البيت من دون تردّد أو تريّث، وصاغوا ما فهموه في قوالب شعرية رائعة، نقتطف منها هذه الشذرات.

قال عمرو بن العاص في قصيدته الجلجلية المعروفة يمدح بها الاِمام علي ابن أبي طالب، وفيها هذا البيت في حق العترة الطاهرة:
فـوال موالـيه يا ذا الجلال        وعاد معادي أخ المرسل
ولا تنقضوا العهد من عترتي     فـقاطعهم بي لم يوصل
1

و قال الكميت بن زيد الاَسدي في قصيدة له:
ألـم ترني من حب آل محمـد         أروح وأغدو خـائـفاً أترقب
فإن هي لم تصلح لحي سواهم    فإنّ ذوي القربى أحق وأوجب
يـقولون لم يورث ولولا تراثه    لقد شركت فيها بكيل وأرحب
2

قال العبدي الكوفي المتوفّـى 120 هـ:
ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم         مذاهبهم في أبحر الغي والجهل
ركبت على اسم اللّه في سفن النجا     وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
وأمسكت حبل اللّه وهو ولاوَهم        كما قد أمرنا بالتمسّك بالحبل
3

قال الاِمام الشافعي:
يا أهل بيت رسول اللّه حبكم        فرض من اللّه في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنّكم          من لم يصل عليكم لا صلاة له
4

وذكر ابن الصباغ المالكي في "الفصول" لقائل:
هم العروة الوثقى لمعتصم بها          مـنـاقبهم جـاءت بوحي وانزال
مناقب في شورى وسورة هل أتى     وفي سورة الاَحزاب يعرفها التالي
وهم آل بيت المصطفى فودادهم        على الناس مفروض بحكم وإسجال
5

وذكر الشبلنجي في "نور الاَبصار" عن أبي الحسن بن جبير:
أحب النبيّ المصطفى وابنَ عمه            علياً وسبطيه وفاطمة الزهرا
هم أهل بيت أذهب الرجس عنهم            وأطلعهم أفق الهدى أنجماً زهرا
موالاتهم فرض على كل مسلم               وحبهم أسنى الذخائر للاَُخرى
وما أنا للصحب الكرام بمبغض            فإنّي أرى البغضاء في حقهم كفر
6

وقال العبدي:
يا سـادتي يا بني علي         يا "آل طه" و "آل صاد"
مـن ذا يـوازيكم وأنتم          خـلائف الـلّه فـي البلاد
أنتم نجوم الهدى اللواتي       يـهدي بـها اللّه كل هاد
لـولا هـداكم إذاً ضللنا          والـتبس الغـي بالرشـاد
لازلـت في حبكم أوالي        عمري وفي بغضكم أعادي
وما تـزودت غير حبي         إيـاكـم وهـو خـير زاد
وذاك ذخري الذي عليه        في عرصة الحشر اعتمادي
           ولاكم والبراءة ممن يشنأكم اعتقادي
7

وقال دعبل الخزاعي:
أتـسـكب دمـع العـين بالعبرات             وبـتَّ تـقاسي شدّة الزفرات؟!
وتـبـكـي لآثـار لال مـحـمد             فقد ضاق منك الصدر بالحسرات
ألا فـابـكهم حـقّاً وبـلَّ عليهم                 عـيـوناً لريب الدهر منسكبات
ولا تنس في يوم الطفوف            مصابهم وداهـية مـن أعظـم النكبات
سقى اللّه أجداثاً على أرض كربلا           مـرابيع أمطـار من الـمزنات
وصلّـي على روح الحسين حبيبه            قـتـيلاً لدى النهرين بالفلوات
قـتـيلاً بلا جـرم فـجعنا بفقده                  فـريداً يـنادي: أين أين حماتي
أنا الظامىَ العطشان في أرض           غربة قـتيلاً ومظلوماً بغير ترات
وقـد رفعوا رأس الحسين على القنا             وسـاقوا نساءً ولّهاً خفرات
فـقل لابن سـعد عـذب اللّه روحه               ستلقى عذاب النار باللعنات
سـأقنت طول الدهر ما هبت الصبا               واقـنت بالآصال والغدوات
على مـعشـر ضلّوا جميعاً وضيّعوا              مقال رسول اللّه بالشّبهات
8

وقال أيضاً:
نطق القرآن بفضل آل محمد         وولايـة لعـليّه لم تجحد
بولاية المختار من خير الذي         بعد النبي الصادق المتودد
9

وقال الحماني المتوفّـى 301 هـ:
يا آل حـامـيم الـذين بـحبهم                حـكـم الـكتاب مـنزَّلٌ تنزيلا
كان المديح حُلـى الملوك وكنتم           حـلـل الـمدايح غرّةً وحجولا
بـيت إذا عـَدَّ الـمآثر أهـلـه               عـدّوا النبـي وثانياً جـبـريلا
قوم إذا اعتدلوا الحمايل أصبحوا           مـتـقـسِّميـن خليفة ورسولا
نـشأوا بآيات الكتاب فما انثنوا          حـتى صـدرن كهـولة وكهولا
ثـقـلان لـن يتفرَّقا أو يطفيا             بالحوض من ظمأ الصدور غليلا
وخـليفتان على الاَنام بـقوله                الـحـق أصدق من تـكلّم قيلا
فـأتوا أكـف الآيسين فأصبحوا           ما يـعدلون سوى الكتاب عديل
10

وقال العجلوني المتوفّـى 1162 هـ:
لقد حاز آل المصـطفى أشرف الفخر             بـنـسـبتهم لـلطاهر الطيَّب الـذكر
فـحـبهم فرض على كـل مـوَمن                     أشـار إلـيـه الـلّه في محكم الذكر
ومن يدعي من غـيرهم نـسبة له                       فـذلـك مـلعون أتى أقـبح الـوزر
وقد خص منهم نسل زهراء الاَشرف          بأطراف تـيجان من السندس الخضر
ويُغـنيهمُ عـن لبس ما خصَّهم به                وجـوهٌ لـهم أبهى من الشمس والبدر
ولـم يمتنع من غيرهم لبس أخضر               على رأي من يعزى لا سيوط ذي الخبر
وقد صححوا عن غيره حرمة الذي                    رآه مـبـاحاً فـاعـلم الحكم بالسبر
11

وقال جرير بن عبد اللّه البجلي:
فصلى الاِله على أحمد               رسول المليك تمام النعم
وصلى على الطهر من بعده             خـليفتنا القـائم الـمدَّعْم
عـليّاً عـنيت وصي النبي              يـجالد عـنه غواة الا َُمم
له الفضل والسبق والمكرما         ت وبيت النبوّة لا المهتضم
12

وقال الزاهي المتوفّـى 352 هـ:
يـا سـادتي يا آل ياسين              فقط عليكم الوحي من اللّه هـبط
لـولاكم لـم يقبل الفرض ولا           رحا لبحر العفو من أكرم شط
أنـتم ولاة العهد في الذرِّ ومن           هـواهم اللّه عـلينا قد شرط
ما أحـد قـايسكم بـغيـركم              ومازج السلسل بالشرب اللمط
إلاّ كمن ضاهى الجبال بالحصى        أو قايس الاَبحر جـهلاً بالنقط
13

قال أيضاً ضمن أبيات:
هم آل أحمد والصيد الجحاجحة        الز هر الغطارفة العلوية الغرر

وقال أيضاً:
يا آل أحمد ماذا كان جرمكم           فكل أرواحكم بالسيف تنتزع14

وقال الناشىَ الصغير المتوفّـى 365 هـ:
بآل محمّد عرف الصواب           وفي أبياتهم نزل الكتاب
هم الكلمات والاَسماءلاحت         لآدم حين عزّ له المتاب
وهم حجج الاِله على البرايا         بهم وبحكمهم لا يستراب


إلى آخر الآبيات التي يقول فيها:
يقول لقد نجوت بأهل بيت            بهم يصلى لـظى وبهم يثاب
هم النبأ العظيم وفلك نوح             وباب اللّه وانقطع الخطاب
15

وقال البشنوي الكردي المتوفّـى بعد 380 هـ:
أليّة ربي بالهدى متمسكاً               باثني عشر بعد النبي مراقباً
أبقي على البيت المطهر أهله          بيوت قريش للديانة طالب
16

وقال أيضاً:
يا ناصبي بكل جهدك فاجهد               إنّي علقت بحب آل محمد
الطيبين الطاهرين ذوي الهدى         طابوا وطاب وليهم في المولد
واليتهم وبرئت من أعدائهم             فاقلل ملامك لا أباً لك أوزد
فهم أمان كالنجوم وانّهم سفن            النجاة من الحديث المسند
17

وقال الصاحب بن عبّاد المتوفّـى 385 هـ:
أُواليكم يا آل بيت محمد               فكلّكم للعلم والدين فرقد
وأترك من ناواكم وهو هتكه           ينادى عليه مولد ليس يحمد
18

وقال ابن الحجاج البغدادي المتوفّـى 391 هـ:
فما وجدت شفاء تستفيد به               إلاّ ابتغاءك تهجو آل ياسين
كافاك ربُّك إذ أجرتك قدرته              بسب أهل العلا الغرِّ الميامين


إلى أن يقول:
وانّ أجر ابن سعد في استباحة              آل النبوّة أَجر غير ممنون19

وقال أبو الفتح كشاجم المتوفّـى 360 هـ من قصيدة:
له في البكاء على الطاهرين                   مندوحة عن بكاء الغزل
فكم فيهم من هلال هوى                         قبيل التمام وبدر أفل
هم حجج اللّه في خلقه                      ويوم المعاد على من خذل
ومن أنزل اللّه تفضيلهم                     فردَّ على اللّه ما قد نزل
فجدّهم خاتم الاَنبياء                       ويعرف ذاك جميع الملل
20

وقال أيضاً:
آل النبي فضّلتم                   فضل النجوم الزاهرة
وبهرتم أعداءكم                 بالمأثرات السائرة
21

وقال أبو محمد الصوري الشاعر المتوفّـى 419 هـ:
فهل ترك البين من أرتجيه                  من الاَوّلين والآخرينا
سوى حب آل نبي الهدى                       فحبهم أمل الآملينا
هم عدّتي لوفاتي هم نجاتي                 هم الفوز للفائزين
22

وقال من قصيدة في أهل البيت:
بماذا ترى تحتجُّ يا آل أحمد              على أحمد فيكم إذا ما استعدت
وأشهر ما يروونه عنه قوله              تركت كتاب اللّه فيكم وعترتي
ولكن دنياهم سعت فسعوا لها            فتلك التي فلّت ضميراً عن التي
23

وقال أيضاً من قصيدة:
فلهذا أبناء أحمد أبناء                              علي طرايد الآفاق
فقراء الحجاز بعد الغنى الاَكبر             أسرى الشام قتلى العراق
جانبتهم جوانب الاَرض              حتى خلت انّ السماء ذات انطباق
ان أقصر يا آل أحمد أو أغر             ق كان التقصير كالاِغراق
24

وقال الشبراوي الشافعي في كتابه "الاتحاف بحب الاَشراف":
آل طه ومن يقل آل طه                مستجيراً بجاهكم لا يرد
حبكم مذهبي وعقد يقيني              ليس لي مذهب سواه وعقد
25

وقال أيضاً في قصيدة أُخرى:
آل بيت النبي ما لي سواكم                ملجأ أرتجيه للكرب في غد
لست أخشى ريب الزمان             وأنتم عمدتي في الخطوب يا آل أحمد
من يضاهي فخاركم آل طه                 وعليكم سرادق العز ممتد


إلى أن يقول في قصيدته هذه:
يا إلهي ما لي سوى حب                   آل البيت آل النبي طه الممجد
أنا عبد مقصر لست أرجو                 عملاً غير حب آل محمد
26

وقال أيضاً من قصيدة:
يا كرام الاَنام يا آل طه                   حبكم مذهبي وعقد ولائي
ليس لي ملجأ سواكم وذخر                أرتجيه في شدتي ورخائي
فاز من زار حيكم آل طه                     وجنا منكم ثمار العطاء
27

وقال أيضاً في قصيدة:
أنا في عرض آل بيت نبي             طهر اللّه بيتهم تطهيراً
سادة أتقياء أعطاهم اللّه                مقاماً ضخماً وملكاً كبيراً


إلى أن يقول:
يـا بـحـور الكـمـال يا آل طـه                كم مننتم وكم جبرتم كسيراً
هـل على غـيـر بـيتهم نزل الو               حـي بجبريل خادماً مأموراً
هل سواكم قد أذهب اللّه عنه الرجـ         ـس نصّاً في ذكره مسطور
28
              أُولئك الذين هدى اللّه فبهداهم اقتده
29


1- الغدير: 2-115.
2- الغدير: 2-191.
3- الغدير: 2-290 ـ 326.
4- الغدير: 2-303.
5- الغدير: 2-310 ـ 311، نقلاً عن الفصول: 13.3
6- الغدير: 2-311، نقلاً عن نور الاَبصار: 13.
7- الغدير: 2-317.
8- الغدير: 2-381 ـ 382.
9- الغدير: 2-381 ـ 382.
10- الغدير: 3-66.
11- الغدير: 3-173.
12- الغدير: 3-233.
13- الغدير: 3-391.
14- الغدير: 3-396.
15- الغدير: 4-25.
16- الغدير: 4-35.
17- الغدير: 4-38.
18- الغدير: 4-60.
19- الغدير: 4-89.
20- الغدير: 4-3.
21- الغدير: 4-17.
22- الغدير: 4-222 و 225.
23- الغدير: 4-227.
24- الغدير: 4-227 ـ 228.
25- الاِتحاف بحب الاَشرف: 99.
26- الاِتحاف بحب الاَشراف: 100 و 101.
27- الاِتحاف بحب الاَشراف: 100 و 101.
28- الاِتحاف بحب الاَشرف: 106 ـ 109.
29- الاَنعام: 90.