سننه صلى الله عليه وآله في الملابس وما يتعلّق بها
1 ـ عن الغزالي في الإحياء: كان صلى الله عليه
وآله يلبس من الثياب ما وجد، من إزار أو رداء أو قميص أو جبّة أو غير ذلك.وكان
يعجبه الثياب الخضر.
وكان أكثر ثيابه البياض، ويقول: ألبسوها أحياءكم، وكفّنوا فيها موتاكم.وكان يلبس
القباء، المحشوّ للحرب وغير الحرب.وكان له قباء سندس، فيلبسه فتحسن خضرته على بياض
لونه.
وكانت ثيابه كلّها مشمّرة فوق الكعبين.ويكون الإزار فوق ذلك إلى نصف الساق.وكان
قميصه مشدود الإزار، وربّما حلّ الإزار في الصلاة وغيرها.وكانت له ملحفة مصبوغة
بالزعفران، وربّما صلّى بالناس فيها وحدها.وربّما لبس الكساء وحده ما عليه
غيره.وكان له كساء ملبّد يلبسه، ويقول: إنّما أنا عبد، ألبس كما يلبس العبد.وكان له
ثوبان، لجمعته خاصّة، سوى ثيابه في غير الجمعة.
وربّما لبس الإزار الواحد ليس عليه غيره، ويعقد طرفيه بين كتفيه، وربّما أمّ به
الناس على الجنائز، وربّما صلّى في بيته في الإزار الواحد ملتحفاً به، مخالفاً بين
طرفيه، ويكون ذلك الإزار الذي جامع فيه يومئذ، وكان ربّما صلّى بالليل في الإزار،
ويرتدي ببعض الثوب ممّا يلي هدبه، ويلقي البقيّة على بعض نسائه، فيصلّي كذلك.
ولقد كان له كساء أسود، فوهبه.فقالت له اُمّ سلمة: بأبي أنت واُمي ما فعل ذلك الكساء
الأسود؟ فقال: كسوته. فقالت: ما رأيت شيئاً قطّ كان أحسن من بياضك على سواده.
وقال أنس: وربّما رأيته يصلّي بنا الظهر في شملة عاقداً بين طرفيها.
وكان يتختّم إلى أن قال : وكان يختم به ـ أي بخاتمه ـ على الكتب ويقول: الخاتم على
الكتاب خير من التهمة.
وكان يلبس القلانس تحت العمائم، وبغير عمامة، وربّما نزع قلنسوته من رأسه فجعلها
سترة بين يديه، ثُمَّ يصلّي إليها.وربّما لم تكن العمامة فيشدّ العصابة على رأسه
وعلى جبهته.
وكانت له عمامة تسمّى السحاب، فوهبها من عليّ عليه السلام فربّما طلع علي ّعليه
السلام فيها فيقول صلى الله عليه وآله: أتاكم عليّ في السحاب.
وكان صلى الله عليه وآله إذا لبس ثوباً لبسه من قبل ميامنه، ويقول: الحمد لله الذي
كساني ما اُواري به عورتي وأتجمّل به في الناس.وإذا نزع ثوبه أخرجه من مياسره.وكان
إذا لبس جديداً أعطى خلق ثيابه مسكيناً ثُمَّ يقول: ما من مسلم يكسو من سمل ثيابه ـ
لا يكسوه إلاّ لله ـ إلاّ كان في ضمان الله وحرزه وخيره ما واراه حيّاً وميّتاً.
وكان له فراش من أدم حشوه ليف، طوله ذراعان أو نحوه، وعرضه ذراع وشبر أو نحوه.وكانت
له عباءة تفرش له حيثما تنقّل، تثنّى طاقين تحته.وكان ينام على الحصير ليس تحته شيء
غيره.وكان من خلقه صلى الله عليه وآله تسمية دوابّه وسلاحه ومتاعه، وكان اسم رايته
"العقاب"، وسيفه الذي يشهد به الحروب "ذا الفقار". وكان له سيف يقال له:
"المخذم".
وآخر يقال له: "الرسوب".وآخر يقال له: "القضيب".كانت قبضة سيفه محلاة بالفضة،
وكان يلبس المنطقة من الأدم، فيها ثلاث حلق من الفضة.وكان اسم قوسه "الكتوم"
وجعبته "الكافور".
وكان اسم ناقته "القصوى" وهي التي يقال له: "العضباء" واسم بغلته "الدلدل". وكان
اسم حماره "يعفور" واسم شاته التي يشرب لبنها "عينة".
وكان له مطهرة من فخار، يتوضّأ فيها ويشرب، فيرسل الناس أولادهم الصغار الذين قد
عقلوا فيدخلون على رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يدفعون عنه، فإذا وجدوا في
المطهرة ماء شربوا منه ومسحوا على وجوههم وأجسادهم، يبتغون بذلك البركة1.
2 ـ وروي: أنّ عمامته كانت ثلاث أكوار، أو
خمساً2.
3 ـ وفي الغوالي: روي أ نّه كان له صلى الله
عليه وآله عمامة سوداء يتعمّم بها ويصلّي فيها3.
4 ـ وفي الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن
محمَّد، عن آبائه، عن عليّ عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يلبس
من القلانس المضربة ـ إلى أن قال ـ : وكان له درع تسمّى ذات الفضول; وكانت له ثلاث
حلقات من فضّة. بين يديها واحدة واثنتان من خلفها، الخبر4.
5 ـ وفي المكارم: في صفة لباس النبيّ صلى الله
عليه وآله: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يلبس الشملة يأتزر بها، ويلبس النمرة
يأتزر بها، فيحسن عليه النمرة لسوادها على بياض ما يبدو من ساقيه وقدميه5.
6 ـ وفي الغوالي: عن رسول الله صلى الله عليه
وآله كان يصلّي في الثوب الواحد الواسع6.
7 ـ وعن الكراجكي في كنز الفوائد: عن رسول
الله صلى الله عليه وآله أ نّه كان له بردان معزولان للصلاة لا يلبسها إلاّ
فيها.وكان يحثّ أمته على النظافة ويأمر بها7.
8 ـ وفي الكافي: مسنداً عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: البسوا ثياب القطن فإنّه
لباس رسول الله صلى الله عليه وآله وهو لباسنا8.
9 ـ وعن الصدوق في الخصال: بإسناده عن عليّ
عليه السلام في حديث الأربعمائة ـ قال: البسوا الثياب القطن فإنّها لباس رسول الله
صلى الله عليه وآله ولم يكن يلبس الشعر والصوف إلاّ من علّة9.
أقول: وروى هذا المعنى مرسلا الصدوق في الخصال، والصفواني في كتاب التعريف10.
ويتبيّن بهذا الخبر معنى ما مرّ في العشرة من لبسه الصوف وأنه لا منافاة.
10 ـ وفي المناقب: وكان له منطقة من أديم
مبشور، فيها ثلاث حلق من فضّة والابزيم والطرف من فضة. وكان له قدح مضبّب بثلاث
ضبّات فضّة11.
11 ـ وفي الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن
محمَّد عن آبائه عن عليّ عليهم السلام: كان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وآله
من فضّة، وقائمه من فضّة، وما بين ذلك حلق من فضّة12.
12 ـ وفي الفقيه: بإسناده عن إسماعيل بن مسلم
عن الصادق عن أبيه عليهما السلام قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله عنزة في
أسفلها عكاز يتوكّأ عليها ويخرجها في العيدين; يصلّي إليها13.
أقول: وروي هذا المعنى في الجعفريات14.
13 ـ وفي المكارم: مسنداً عن هشام بن سالم عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله من ورق15.
أقول: وروي هذا المعنى أيضاً بطريق آخر. وكذلك في قرب الإسناد16.
14 ـ وفيه17: مسنداً عن أبي خديجة قال: قال: الفصّ مدوّر. وقال: هكذا كان خاتم رسول الله
صلى الله عليه وآله.
15 ـ وفيه: مسنداً عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: كان نقش خاتم النبيّ صلى الله عليه وآله "محمَّد رسول الله"18.
16 ـ وعن الصدوق في الخصال: مسنداً عن
عبد الرحيم بن أبي البلاد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان لرسول الله صلى الله
عليه وآله خاتمان: أحدهما عليه مكتوب: "لا إله إلاّ الله ومحمَّد رسول الله"
والآخر: "صدق الله"19.
17 ـ وفي الكافي: مسنداً عن الحسين بن خالد عن
أبي الحسن الثاني عليه السلام في حديث أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وأمير
المؤمنين والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام كانوا يتختّمون في اليمين20.
أقول: وروي تختّمه في اليمين، ونقش الخاتم على اختلاف ما، الكلينيّ في الكافي بعدة
طرق اُخر، والصدوق في كتبه، وغيرهما21. وروى الكلينيّ وغيره أيضاً تختّم
عليّ والحسن والحسين وبعض من بعدهم من الأئمّة عليهم السلام في اليسار22
ولا منافاة لجواز كونه في كلتا اليدين، أو اختلاف الأزمنة. ولم يرو ذلك في النبيّ
صلى الله عليه وآله لكن روى الكلينيّ في الكافي: مسنداً عن عليّ بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما تختّم رسول الله صلى الله عليه وآله إلاّ قليلا حتّى
تركه23 فالموافق للغرض من هذا الكتاب بعض أوصاف خاتمه صلى الله عليه
وآله.
18 ـ وفي المكارم: عن الصادق عليه السلام عن
عليّ عليه السلام قال: لبس الأنبياء القميص قبل السراويل24.
أقول: ورواه أيضاً في الجعفريات25 وقد تقدّم بعض ما يناسب
الباب.
1-إحياء علوم الدين
2: 374 ـ 377.
2-لم نعثر عليه.
3-عوالي اللئالي: باب الصلاة 2: 214.
4-الجعفريات: 184، ودعائم الإسلام 2: 159، ومكارم الأخلاق: 120.
5-مكارم الأخلاق: 35.
6-المستدرك 3: 213، ودعائم الإسلام 1: 176.
7-كنز الفوائد: 285.
8-الكافي 6: 446، ودعائم الإسلام 2: 155، وتحف العقول: 103، ومكارم الأخلاق: 103.
9-الخصال: 613، وتحف العقول: 103، ومكارم الأخلاق: 103، والكافي 6: 445، ودعائم
الإسلام 2: 155.
10-نقله صاحب المستدرك 3: 248 عن كتاب التعريف للصفواني، وتحف العقول: 103، ومكارم
الأخلاق: 103.
11-مناقب آل أبي طالب 1: 170.
12-الجعفريات: 185، ودعائم الإسلام 2: 164، والكافي 6: 475، والمستدرك 3: 309.
13-الفقيه 1: 509.
14-الجعفريات: 184.
15-مكارم الأخلاق: 85.
16-قرب الأسناد: 31.
17-كذا، والحديث بعينه ورد في الكافي 6: 468.
18-مكارم الأخلاق: 91، والكافي 6: 473، ودعائم الإسلام 2: 165.
19-الخصال: 61، وأمالي الصدوق: 370.
20-الكافي6: 474، وعلل الشرائع: 158، والجعفريات: 185، وعيون أخبار الرضا(عليه
السلام): 2: 55.
21-أمالي الصدوق: 370.
22-الكافي 6: 469.
23-الكافي 6: 469.
24-مكارم الأخلاق: 101.
25-الجعفريات: 240.
|