ما سبَقني أحدٌ
أوّلُ من آمنَ بالنبيّ من الرجال
والنِّساء
لقد انتشر الإسلامُ في العالَم بصورة تدريجية، ويوصَف الذين بادروا الى الإيمان
بالرسالة الإسلامية والمساعدة على نشرها قبل غيرهم ب"السابقين".
وقد كان السبق الى الإيمان برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في صدر الإسلام
معياراً للفضل ولهذا يجب أن ندرس هذا الموضوع في ضوء المصادر الصحيحة، ونتعرف على
من سبق إلى الإيمان بالرسالة الإسلامية من الرجال، ومن النساء.
مِن النساء:"خديجة"
إن من المسلَّم به تاريخياً أن "خديجة" كانت أول امرأة آمنت برسول اللّه صلّى اللّه
عليه وآله، ولم يخالف في هذا أحدٌ 1، ونحن هنا ننقل مستنداً تاريخياً
مهماً واحداً ذكره المؤرخون نقلاً عن إحدى زوجات النبيّ صلّى اللّه عليه وآله،
مكتفين به رعايةً للاختصار.
تقول عائشة:ما غرتُ على نساء النبيّ صلّى اللّه عليه وآله إلا على "خديجة" وإنّي لم
اُدركها، وقد كان رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر
"خديجة" فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوماً من الايام فأدركتني الغيرة، فقلت: هل
كانت إلا عجوزاً فقد أبدلك اللّه خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدّم شعره من الغضب ثم
قال:"لا واللّه ما أبدلني اللّهُ خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناسُ، وصدّقتني
اذ كذّبني النّاسُ، وواستني في مالها اذ حرمني الناسُ ورزقني اللّه منا اولاداً اذ
حرمني اولاد الناس"2.
وممّا يدل أيضاً على سبق خديجة في الإيمان برسول اللّه كل نساء العالم جمعاء ما جرى
في قضية بدء الوحي، ونزول القرآن، لأن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله عندما انحدر من
غار "حراء" واخبر زوجته "خديجة" بما جرى له واجه - رأساً - ايمان زوجته
به وقبولها لكلامه، وتصديقها برسالته، تصريحاً وتلويحاً.
هذا مضافاً الى أنها كانت قد سمعت من قبل أخباراً تتعلق بنبوّته ومستقبل رسالته من
كهنة العرب وأهل الكتاب، وهذه الأخبار وامانة فتى قريش وصدقه الذي اشتهر به هي التي
دفعت بها إلى أن تتزوج بالفتى الهاشميّ (محمّد).
أقدمُ الرجال اسلاماً:"عليّ"
إن المشهور المقارب للمتفق عليه بين المؤرخين، سنة وشيعة، هو أن "علياً" كان اول من
آمن برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من الرجال.نرى في مقابل هذا القول المشهور
أقوالاً اُخر نادرة قد نقل ناقلوها ما يخالفها أيضاً.
فمثلاً يقال:إنّ زيد بن حارثة ربيب رسول اللّه وابنه بالتبني، أو أبو بكر كان أول
من أسلم، ولكن دلائل عديدة (نذكر بعضها هنا على سبيل الاختصار) تشهد على خلاف هذين
القولين.واليك بعض هذه الدلائل
1- عليٌّ تربّى في حجر النبيّ
لقد تلقى عليٌ عليه السّلام تربيته في حجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم
ونشأ وترعرع في بيته منذ طفولته، وكان النبيّ صلّى اللّه عليه وآله يجتهد في تربيته
والعناية به كالوالد الرحيم.
قال عامّة المؤرخين وكُتّاب السيرة بالاتفاق:إنّ قريشاً أصابتهم أزمةٌ شديدةٌ (قبل
بعثة النبي) وكان أبو طالب ذا عيال كثير، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله
للعباس عمّه، وكان من أيسر بني هاشم: يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد
أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا إليه فلنخفّف من عياله، آخذ من بنيه
رجلاً وتأخذ انت رجلاً فنكفهما عنه، فقال العباس: نعم، فانطلقا حتى اتيا أبا طالب
فقالا له: إنا نريد أن نخفّف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه (إلى ان
قال:) فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليّاً فضمّه اليه، وأخذ العباس جعفراً
فضمّه إليه فلم يزل عليٌ مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حتى بعثه اللّه تبارك
وتعالى نبياً فاتبعه علي رضي اللّه عنه وآمن بهِ وصدقه 3 .
في هذه الصورة يجب أن نقول بأنّ علياً عليه السّلام انتقل إلى بيت النبيّ وهو دون
الثامنة، لأنَّ الغرض من أخذ النبي إيّاه من أبيه "أبي طالب" هو التخفيف عن كاهل
زعيم مكة (أبي طالب)، ومن الواضح أنَّ صبيّاً في مثل هذا السنّ (دون الثامنة)
مضافاً إلى أنّ فصله عن والديه أمرٌ في غاية الصعوبة، لن يكون لأخذهِ وتكفّلِهِ
أيُّ أثر هامّ في وضع أبيه "أبي طالب" المعيشيّ.
وعلى هذا يجب أن نفترض له عليه السّلام عمراً يكون لأخذه فيه من قِبَل النبيّ
تأثيراً معتداً به في وضع أبيه الإقتصادي والمعيشي.
فكيف يمكن القول - والحال هذه - أن أباعد عن البيت النبويّ مثل "زيد بن
حارثة" وغيره اطّلعوا على أسرار الوحي، بينما جهل ابن عم النبي صلّى اللّه عليه
وآله واقرب الناس اليه، والذي كان معه في اكثر الأوقات بما أتى به صلّى اللّه عليه
وآله وما نزل عليه.
إنّ غرض النبيّ صلّى اللّه عليه وآله من تربية الإمام عليّ وتكفّله إياه كان الى
حدّ كبير هو أداء ما أسدى إليه أبو طالب من خدمات، ولم يكن ثمة شيء أحبَّ الى رسول
اللّه من أن يهدي أحداً إلى الصراط المستقيم، فكيف يمكن أن يقال والحال هذه أن رسول
اللّه صلّى اللّه عليه وآله حرم ابن عمّه الذي كان يتمتع بذكاء باهر وضمير يقظ، من
هذه النعمة الكبرى.
إن من الأفضل أن نسمعَ هذا الأمر من لسان "علي" نفسه، فقد بيّن عليه السّلام في
الخطبة القاصعة منزلته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقربه اليه
هكذا:"ولقد علِمتم موضعي من رسول اللّه بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني
في حجره وأنا وليدٌ، يضمُّني إلى صدره، ويكنُفني في فراشه، ويمسُّني جسده،
ويُشمُّني عرفه (عرقه)... ولقد كنتُ أتّبعه اتباع الفصيل إثر اُمِّه، يرفع لي في كل
يوم من أخلاقه علماً ويأمرُني بالإقتداء به، ولقد كان يجاورني في كل سنة بحراء
فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيتٌ واحدٌ يومئذ في الاسلام غير رسول اللّه، وخديجة
وأنا ثالثهما أرى نور الوحي والرِّسالة وأشمُّ ريح النبوة"4. وجاء
في تاريخ الطبري عن ابن اسحاق قال: كان اول ذكر آمن برسول اللّه صلّى اللّه عليه
وآله وصلّى معه وصدّق بما جاءه من عند اللّه "علي بن ابي طالب" عليه السّلام وهو
يومئذ ابن عشر سنين، وكان ممّا انعم اللّه به على عليّ بن ابي طالب عليه السّلام
انه كان في حجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قبل الإسلام 5.
2 - عليٌّ وخديجة يقيمان الصلاة مع النبيّ
ينقل ابن الاثير في "اُسد الغابة"، وابن حجر في "الإصابة" عند ترجمة "عفيف الكندي"
وكثير من علماء التاريخ القصة التالية عنه، بأنه قال:كنت إمرأً تاجراً فقدمتُ "منى"
أيام الحج، وكان العباس بن عبد المطلب امرأً تاجراً فأتيته أبتاع منه وأبيعه، قال:
فبينا نحن إذ خرج رجلٌ من خباء يصلّي فقام تجاه الكعبة ثم خرجت امرأة قامت تصلّي،
وخرج غلام يصلّي معه، فقلت: يا عباس ما هذا الدين، إنّ هذا الدين ما ندري به؟ فقال:
هذا محمّد بن عبد اللّه يزعم أنّ اللّه أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر ستُفتح عليه،
وهذه امرأته "خديجة بنت خويلد" آمنت به وهذا الغلام ابن عمه "علي بن أبي طالب" آمن
به قال عفيف: فليتني كنت رابعهم 6.وهذه الواقعة ينقلها ويرويها حتى
الذين يقصرون في رواية فضائل الإمام عليّ وكتابتها، وفي امكان القارئ الكريم ان يقف
على هذه القصة في المصادر التالية على وجه التفصيل.
3 - أنا الصِدّيق الأكبر
تلاحظ هذه العبارة ونظائرُها كثيراً، في خطب الإمام عليّ عليه السّلام وكلماته فهو
يكرّر العبارات التالية بكثرة:"أنا عبدُ اللّه، وأخو رسول اللّه، وأنا الصِدّيقُ
الأكبر، لا يقولُها بعدي إلا كاذب مفتر، ولقد صلّيتُ مع رسُول اللّه قبل الناسِ
بسبع سِنين، وأنا أوّل مَن صلّى معه"7.
4- أوَّلكم إسلاماً:عليٌ
ولقد وردت أحاديث متواترة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وبتعابير متنوعة قال
فيها:"أوّلُكم وارداً عليَّ الحوض، أوّلُكم إسلاماً عليُّ بنُ أبي طالب"8.
وعندما يدرس المنصف المحايد هذه الاحاديث، يقطع بأسبقية الإمام عليّ إلى الإسلام،
وتقدّمه على غيره في الإيمان بالدعوة المحمّدية، ولا يختار القولين الآخرين اللّذين
لا يذهبُ إليهما إلا الأقليّة.
فإنّ ما يناهز الستين شخصاً من الصحابة والتابعين يؤيدون القول الأول "أي ان
عليّاً أولُ القوم إسلاماً وأقدمهم إيمانا" وحتى الطبريّ نفسه الذي شكّك في هذا
القول، واكتفى بنقله دون اختياره وتأكيده، روى في ج 2 ص 60 بأن "ابن سعد" سأل اباه
قائلاً: أكان أبو بكر أولكم إسلاماً، فقال:لا ولقد أسلم قبله اكثر من خمسين.
ومن غريب الأمر ان مؤرخاً كبيراً كابن كثير يتنكر لهذه الحقيقة الساطعة فقد ذكر في
ج 7 ص 334 من كتابه "البداية والنهاية" حديثاً صحيحاً بإسناد الإمام أحمد الترمذي
في إسلام أمير المؤمنين وأنّه أوّل من أسلم وصلّى ثمّ أردفه بقوله:وهذا لا يصح.ومن
أي وجه كان روي عنه، وقد ورد في أنّه أوّل من أسلم من هذه الاُمّة أحاديثٌ كثيرةٌ
لا يصح منها شيء... إلخ.
وقد تصدى العلامة المحقق الاميني رحمه اللّه للردّ على هذا المقال بالتفصيل ونظراً
لأهميّة ما كتبه العلامة الاميني وما احتوى عليه من نصوص تاريخية نسرده هنا مع ما
فيه من تكرار بسيط لبعض ما ذكرناه.
يقول العلامة الاميني:نُسائل هذا الرّجل، لِم لا يصح شيء منها من أيّ وجه كان؟!
والطرق صحيحةٌ، والرِّجال ثقاتٌ، والحفّاظ حكموا بصحّته، وأرباب السير أطبقوا عليه،
وكان من المتسالم عليه بين الصّحابة الأوّلين والتابعين لهم بإحسان.ونحن لو نقتصر
على كلمتنا هذه يحسبها القارئ دعوى مجرّدة لدى ابن كثير (أعاذنا اللّه عن مثلها)
وتخفى عليه جليّة الحال فيهمنا ذكرُ نزر ممّا يدلُّ على المدّعى وإن لم يسعنا ايراد
كثير منه روماً للإختصار.
النصوص النبوية
1- قال صلّى اللّه عليه وآله:أوّلكم وارداً - وروداً - على الحوض
أوّلكم إسلاماً عليُّ بن أبي طالب.
وفي لفظ:أوّل هذه الاُمّة وروداً على الحوض أوّلها إسلاماً عليُّ بن أبي طالب، رضي
اللّه عنه. السيرة الحلبيّة 1 ص 285. سيرة زيني دحلان 1 ص 188 هامش الحلبيّة.
وفي لفظٍ:أوّل الناس وروداً على الحوض أوّلهم إسلاماً عليُّ بن أبي طالب مناقب -
الفقيه إبن المغازلي. مناقب الخوارزمي.
2- قال صلّى اللّه عليه وآله لفاطمة:زوّجتك خير اُمّتي أعلمهم علماً، وأفضلهم حلماً
وأوّلهم سلماً. راجع ما مرّ ص 95.
3- قال صلّى اللّه عليه وآله لفاطمة:إنّه لأوّل أصحابي إسلاماً أو أقدم اُمّتي
سلماً.حديث صحيحٌ راجع ص 95.
4- أخذ صلّى اللّه عليه وآله بيد عليّ، فقال:إنّ هذا أوّل من آمن بي، وهذا أوّل من
يُصافحني يوم القيامة، وهذا الصدِّيق الأكبر.راجع الجزء الثاني ص 313، 314.
5- عن أبي أيوب قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله:لقد صلّت الملائكة عليَّ
وعلى عليٍّ سبع سنين لأنا كنّا نصلّي وليس معنا احدٌ يُصلّي غيرنا.
مناقب الفقيه ابن المغازلي باسنادين م أسد الغابة 4: 18 ومناقب الخوارزمي وفيه:ولِم
ذلك يا رسول اللّه؟ قال: لم يكن معي من الرجال غيره. كتاب الفردوس للديلمي.شرح إبن
أبي الحديد عن رسالة الاسكافي 3 ص 258.فرائد السمطين الباب 47.
6- إبن عبّاس قال:قال النبيُّ صلّى اللّه عليه وآله:إنّ اوّل من صلّى معي
عليٌّ.فرائد السمطين الباب 47 بأربع طرق.
7- معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله:يا عليُّ! اخصمك بالنبوّة
ولا نبوّة بعدي، وتخصم الناس بسبع ولا يُجاحدك فيه أحدٌ من قريش، أنت أوّلهم
ايماناً باللّه، وأوفاهم بعهد اللّه، وأقومهم بأمر اللّه.الحديث.(حلية الأولياء 1 ص
66).
8- أبو سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعلّي وضرب بين
كتفيه:يا عليُّ لك سبع خصال لا يُحاجّك فيهنَّ أحدٌ يوم القيامة، أنت أوّل المؤمنين
باللّه ايماناً، وأوفاهم بعهد اللّه، وأقومهم بأمر اللّه.الحديث.(حلية الأولياء 1 ص
66).
9- من حديث أبي بكر الهذلي وداود بن أبي هند الشعبي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه
وآله انّه قال لعليّ عليه السّلام:هذا أوّل من آمن بي وصدّقني وصلّى معي.شرح إبن
أبي الحديد 3 ص 256.
10- إنّ أبا بكر وعمر خطبا فاطمة فردّهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وقال:لم
أُومر بذلك.فخطبها عليٌّ فزوّجه إيّاها وقال لها:زوّجتك أقدم الاُمّة إسلاماً.روى
هذا الحديث جماعةٌ من الصحابة منهم:أسماء بنت عميس واُمّ أيمن وإبن عبّاس وجابر بن
عبد اللّه.شرح إبن أبي الحديد 3 ص 257.
كلمات امير المؤمنين عليه السّلام
1- قال عليه السّلام:أنا عبد اللّه، وأخو رسول اللّه، وأنا الصِّديق الأكبر، لا
يقولها بعدي إلا كاذبٌ مفتري، ولقد صلّيت مع رسول اللّه قبل الناس بسبع سنين، وأنا
أوّل من صلّى معه.
إسناده من طريق إبن أبي شيبة والنسائي وإبن ماجة والحاكم والطبري 9 صحيحٌ رجاله
ثقات، راجع الجزء الثاني من كتابنا 314.
2- قال عليه السّلام:أنا أوّل رجل أسلم مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
أخرجه أبو داود بإسناده الصحيح كما في شرح إبن أبي الحديد 3 ص 258.
3- قال عليه السّلام:أنا أول من أسلم مع النبيِّ صلّى اللّه عليه وآله.
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 4 ص 233.
4- قال عليه السّلام أنا أوّل من صلّى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
أخرجه أحمد، والحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" وقال:رجاله رجال الصحيح غير حبّة
العرني وقد وثق. وأخرجه أبو عمرو في الإستيعاب 2 ص 458. وابن قتيبة في "المعارف" ص
74 من طريق أبي داود عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبّة عنه عليه السّلام. والإسناد
صحيحٌ رجاله ثقاتٌ.
5- قال عليه السّلام أسلمت قبل أن يسلم النّاس بسبع سنين.الرِّياض النضرة 2 من 158.
6- قال عليه السّلام:عبدت اللّه مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله سبع سنين قبل
أن يعبده أحدٌ من هذه الاُمّة.مستدرك الحاكم 3 ص 112.
7- قال عليه السّلام:عن حكيم مولى زاذان قال:سمعت عليّاً يقول:صلّيت قبل النّاس سبع
سنين، وكنّا نسجد ولا نركع، وأوّل صلاة ركعنا فيها صلاة العصر، شرح إبن أبي الحديد
3 ص 258.
8- قال عليه السّلام:عبدت اللّه قبل أن يعبد أحدٌ من هذه الاُمّة خمس سنين.الإستيعاب
2 ص 448.الرِّياض النضرة 2 ص 158.السيرة الحلبيّة 1 ص 288.
9- قال عليه السّلام:آمنت قبل الناس سبع سنين.خصائص النسائي ص 3.
10- قال عليه السّلام:ما أعرف أحداً من هذه الاُمّة عبد اللّه بعد نبينا غيري،
عبدتُ اللّه قبل أن يعبده أحدٌ من هذه الاُمّة تسع سنين.خصائص النسائي ص 3.
11- من خطبة له عليه السّلام يوم صفِّين: وابن عمِّ نبيِّكم معكم بين أظهركم يدعوكم
إلى طاعة ربِّكم، ويعمل بسنّة نبيِّكم صلّى اللّه عليه، فلا سواء من صلّى قبل كلِّ
ذكر لم يسبقني بصلاتي مع رسول اللّه. كتاب نصر ص 355.شرح إبن أبي الحديد 1 ص 503.
12- قال عليه السّلام:اللهمّ لا أعرف عبداً من هذا الاُمّة عبدك قبلي غير نبيّك
(قاله ثلاث مرّات) ثمّ قال:لقد صلّيت قبل أن يُصلّي الناس.وفي لفظ:قبل أن يُصلي
أحدٌ.أخرجه أحمد، أبو يعلى، البزّاز، الطبراني، الهيثمي في المجمع 9 ص 102. وقال:
إسناده حسنٌ.شيخ الإسلام الجويني في الفرائد الباب 48.
13- من كتاب له عليه السّلام كتبه إلى معاوية:انّ أولى النّاس بأمر هذه الاُمّة
قديماً وحديثاً أقربها من رسول اللّه، وأعلمها بالكتاب، وأفقهها في الدين، وأوّلها
إسلاماً، وأفضلها جهاداً. كتاب صفِّين لابن مزاحم ص 168 ط مصر.
14- في حديث عنه عليه السّلام:لا واللّه إن كنت أوّل من صدّق به فلا أكون أوّل من
كذب عليه.المحاسن والمساوئ 1 ص 36.تاريخ القرماني هامش الكامل لابن الأثير 1 ص 218.
15- قال عليه السّلام:بُعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم الإثنين وأسلمت يوم
الثلاثاء.
مجمع الزوائد 9 ص 102. تاريخ القرماني 1 ص 215. الصواعق 72. تاريخ الخلفاء للسيوطي
112.إسعاف الراغبين 148.
16- من كتاب كتبه عليه السّلام إلى معاوية:انَّ محمداً صلّى اللّه عليه وآله لمّا
دعا إلى الإيمان باللّه والتوحيد كنّا أهل البيت أوّل من آمن به؟ وصدّق بما جاء به،
فلبثنا أحوالاً مجرّمة (أي كاملة) وما يعبد اللّه في ربع ساكن من العرب غيرنا. كتاب
صفِّين لابن مزاحم ص 100.
17- قال عليه السّلام يوم صفِّين مخاطباً أصحاب معاوية: ويحكم أنا أوّل من دعا إلى
كتاب اللّه، وأوّل من أجاب إليه.كتاب نصر ص 561.
18- قالت معاذة بنت عبد اللّه العدويّة: سمعت عليّ بن أبي طالب على منبر رسول اللّه
صلّى اللّه عليه وآله يقول:أنا الصدّيق الأكبر آمنت قبل أن يُؤمن أبو بكر، وأسلمت
قبل أن يسلم أبو بكر. راجع الجزء الثاني ص 314.
19- قال عليه السّلام في خطبة خطبها في معسكر صفِّين:أتعلمون أنّ اللّه فضّل في
كتابه السابق على المسبوق، وأنه لم يسبقني اللّه ورسوله أحدٌ من الاُمّة؟ ٌ
قالوا:نعم.راجع الجزء الأوّل ص 195.
20- قال عليه السّلام صلّيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثلاث سنين قبل أن
يُصلّي معه أحدٌ من النّاس.أخرجه أحمد باسنادين.
21- قال عليه السّلام يوم الشورى في حديث أسلفناه: أمنكم أحدٌ وحّد اللّه قبلي؟
قالوا: لا. أمنكم أحدُ صلّى القبلتين غيري؟ قالوا: لا. راجع ج 1 ص 159 - 163، وهذه
الفقرة من الحديث عدّها إبن أبي الحديد ممّا استفاضت به الرِّوايات.
22- مرّ في الجزء الثاني ص 25 في أبيات له عليه السّلام كتبها إلى معاوية:
سبقتكمُ إلى
الإسلام طرّا
غلاماً ما بلغت أوان حلمي
23- ذكر إبن طلحة الشافعي في مطالب السؤل ص 11 له عليه السّلام:أنا أخو المصطفى لا
شكّ في نسبي***به رُبيت وسبطاه هما ولدي
صدّقته وجميع النّاس في بُهم
من الضّلالة والإشراك والنكد
قال:قال جابر:سمعت عليّاً يُنشد بهذا ورسول اللّه يسمع:فتبسّم رسول اللّه وقال:صدقت
يا علي.
كلمة الإمام السبط الحسن عليه السّلام
24- من خطبة للامام الحسن عليه السّلام في مجلس معاوية قوله:أنشدكم اللّه أيّها
الرّهط، أتعلمون أنّ الذي شتمتموه منذ اليوم صلّى القبلتين كلتيهما؟ وأنت يا معاوية
بهما كافرٌ، تراها ضلالة، وتعبد اللات والعزّى غواية، وأنشدكم اللّه هل تعلمون أنّه
بايع البيعتين كلتيهما: بيعة الفتح وبيعة الرضوان؟ وأنت يا معاوية بإحداهما كافرٌ،
وباُخرى ناكثٌ. وأنشدكم اللّه هل تعلمون أنّه أوّل الناس ايماناً؟!وإنّك يا معاوية
وأباك من المؤلفّة قلوبهم - شرح إبن أبي الحديد 2 ص 101.
25- وفي خطبة له عليه السّلام مرّت في ج 1 ص 198:فلمّا بعث اللّه محمّداً للنبوّة،
واختاره للرِّسالة، وأنزل عليه كتابه ثمّ أمره بالدعاء إلى اللّه، فكان أبي أوّل من
استجاب للّه ولرسوله، وأوّل من آمن وصدّق اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وآله وقد
قال اللّه في كتابه المنزل على نبيِّه المرسل:"أفمن كان على بيِّنة من ربِّه ويتلوه
شاهدٌ منه" فجدّي الّذي على بيِّنة من ربِّه، وأبي الذي يتلوه وهو شاهدٌ منه.
رأي الصحابة والتابعين في أوّل من أسلم
1- انس بن مالك قال: نُبِّئ (بُعث)النبيُّ صلّى اللّه عليه وآله يوم الإثنين وأسلم
عليّ يوم الثّلاثاء.وفي لفظ له:بُعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم الإثنين
وصلّى عليّ يوم الثّلاثاء.
أخرجه الترمذي في جامعه 2 ص 214.الطبراني.الحاكم في المستدرك 3 ص 112.إن عبد البرّ
في الإستيعاب 3 ص 32.إبن الأثير في جامع الاُصول كما في تلخيصه تيسير الوصول 3 ص
271. الجويني في فرائد السمطين الباب.47 وأوعز إليه العراقي في التقريب 1 ص
85.ويوجد في شرح إبن أبي الحديد 3 ص 258. تذكرة السبط 63. السراج المنير شرح الجامع
الصغير 2 ص 424. شرح المواهب 1 ص 241.
2- بُريدة الأسلمي قال: ُوحي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم الإثنين
وصلّى عليّ يوم الثَّلاثاء. أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 112 وصحَّحه هو وأقرّه
الذهبي.
3- زيد بن أرقم قال:أوّل من أسلم مع رسول اللّه عليّ بن أبي طالب.
تاريخ الطبري بإسنادين صحيحين رجالهما ثقات.مسند أحمد 4 ص 368.مستدرك الحاكم 4 ص
336 وصحّحه هو وأقرّه الذهبي. الكامل لابن الأثير 2 ص 22.
4- زيد بن أرقم قال:أوّل من صلّى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليُّ.
أخرجه أحمد والطبراني كما في مجمع الهيثمي 9 ص 103 وقال:رجال أحمد رجال
الصحيحين.أبو عمرو في الإستيعاب 2 ص 459.
5- زيد بن أرقم قال:أوّل من آمن باللّه بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليُّ
بن أبي طالب.الإستيعاب 2 ص 459.
6- عبد اللّه بن عبّاس قال:أوّل من صلّى عليّ.
جامع الترمذي 2 ص 215.تاريخ الطبري 2 ص 241 بإسناد صحيح.الكامل لإبن الأثير 2 ص
22.شرح إبن أبي الحديد 3 ص 256.
7- عبد اللّه بن عبّاس قال:لعليٍّ أربع خصال ليست لأحد:هو أوّل عربّي، وأعجميٍّ
صلّى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.مستدرك الحاكم 3 ص 111. الإستيعاب 2 ص
457.
8- عبد اللّه بن عبّاس قال مجاهد:إنّه قال:أوّل من ركع مع النبيِّ صلّى اللّه عليه
وآله عليُّ بن أبي طالب فنزلت فيه هذه الآية: وأقيموا الصّلاة وآتوا الزكاة واركعوا
مع الراكعين.تذكرة السبط 8.
9- عبد اللّه بن عبّاس قال في خطبة له:إنّ ابن آكلة الأكباد قد وجد من طعام أهل
الشام أعواناً على عليِّ بن أبي طالب إبن عمّ رسول اللّه وصهره وأوّل ذكر صلّى معه.
كتاب صفِّين لابن مزاحم 360.شرح إبن أبي الحديد 1 ص 504.جمهرة الخطب 1 ص 175.
10- عبد اللّه بن عبّاس قال:فرض اللّه تعالى الإستغفار لعلي في القرآن على كلّ مسلم
بقوله تعالى:(ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان). فكلُّ من أسلم بعد
عليٍّ فهو يستغفر لعليٍّ.شرح إبن أبي الحديد 3 ص 256.
11- عبد اللّه بن عبّاس قال:أوّل من أسلم عليُّ بن أبي طالب.
الإستيعاب 2 ص 458.مجمع الزوائد 9 ص 102.
12- عبد اللّه بن عبّاس قال:كان عليّ أوّل من آمن من الناس بعد خديجة رضي اللّه
عنهما.
الإستيعاب 2 ص 457 وقال:قال أبو عمرو رضي اللّه عنه:هذا إسناد لا مطعن فيه لأحد
لصحَّته وثقة نقلته. وصحَّحه الزرقاني في شرح المواهب 1 ص 242.
13- كان إبن عبّاس بمكّة يُحدِّث على شفير زمزم ونحن عنده فلما قضى حديثه قام إليه
رجلٌ فقال:يابن عبّاس؟ إنّي امرؤ من أهل الشام من أهل حمص إنّهم يتبرّؤون من عليّ
بن أبي طالب رضوان اللّه عليه ويلعنونه.فقال:بل لعنهم اللّه في الدنيا والآخرة
وأعدّ لهم عذاباً مهيناً.ألِبُعد قرابته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله؟ وإنّه
لم يكن أوّل ذكران العالمين ايماناً باللّه ورسوله؟ وأوّل من صلّى وركع وعمل بأعمال
البرّ؟ قال الشامي:انّهم واللّه ما يُنكرون قرابته وسابقته غير انّهم يزعمون أنّه
قتل الناس. الحديث. المحاسن والمساوئ للبيهقي 1 ص 30.
14- عفيف قال:جئت في الجاهليّة إلى مكّة وأنا اُريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها
وعطرها فأتيت العبّاس بن عبد المطلب وكان رجلاً تاجراً فأنا عنده جالسٌ حيث أنظر
إلى الكعبة وقد حلقت الشمس في السّماء فارتفعت وذهبت إذ جاء شابّ فرمى ببصره إلى
السّماء ثمّ قام مستقبل الكعبة ثمّ لم البث إلا يسيراً حتّى جاء غلامٌ فقام على
يمينه، ثمّ لم يلبث إلا يسيراً حتّى جاءت إمرأةٌ فقامت خلفهما، فركع الشابُّ فركع
الغلام والمرأة، فرفع الشابُّ فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشابُّ فسجد الغلام
والمرأة فقلت:يا عبّاس؟ أمر عظيم. قال العبّاس:أمر عظيم، أتدري من هذا الشابُّ؟
قلت:لا.قال:هذا محمّد بن عبد اللّه إبن أخي. أتدري من هذا الغلام؟ هذا عليّ إبن
أخي.أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته، انَّ إبن أخي هذا أخبرني انّ
ربّه ربّ السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا واللّه ما على الأرض
كلّها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
خصائص النسائي 3.تاريخ الطبري 2 ص 21.الرِّياض النضرة 2 ص 158.الإستيعاب 2 ص
459.عيون الأثر 1 ص 93.الكامل لإبن الاثير 2 ص 22.السيرة الحلبيَّة 1 ص 288.
15- سلمان الفارسي قال:أوّل هذه الاُمّة وروداً على نبيِّها الحوض أوّلها إسلاماً
عليُّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
الإستيعاب 2 ص 457.مجمع الزوائد 9 ص 102 وقال:رجاله ثقات.وعدّه الإسكافي في رسالته
على العثمانيّة. وأبو عمرو في الإستيعاب. والعراقيُّ في شرح التقريب 1 ص 85.والقسطلاني
في المواهب 1 ص 45 ممّن روى أنّ عليّاً أوّل من أسلم.
16- أبو رافع قال:صلّى النبيُّ صلّى اللّه عليه وآله أوّل يوم الاثنين وصلّت خديجة
آخره وصلّى عليّ يوم الثّلاثاء من الغد.
أخرجه الطبراني كما في شرح المواهب 1 ص 240.عيون الأثر 1 ص 92.وتجده وسابقه في
الرِّياض النضرة 2 ص 158. شرح إبن أبي الحديد 3 ص 258.
17- أبو رافع قال:مكث عليّ يصلّي مستخفياً سبع سنين وأشهراً قبل أن يصلّي
أحدٌ.أخرجه الطبراني.الهيثمي في المجمع 9 ص 103.الجويني في الفرائد ب 47.
18- أبو ذر الغفاري، عدّ ممّن روى انّ عليّ بن أبي طالب أوّل من أسلم.
الإستيعاب 2 ص 456.التقريب وشرحه 1 ص 85.المواهب اللدنيّة 1 ص 45.
19- خباب بن الأرت قال:رأيت عليّاً يُصلّي قبل الناس مع النبيِّ وهو يومئذ بالغ
مستحكم البلوغ.رسالة الإسكافي.وعُدّ ممّن روى انّ عليّاً أوّل من أسلم في الاستيعاب
2 ص 456.والمواهب اللدنيّة 1 ص 45.
20- المقداد بن عمرو الكندي، ممّن روى انّ عليّاً أوّل من أسلم كما في الإستيعاب 2
ص 456.والتقريب وشرحه 1 ص 85.والمواهب اللدنيّة 1 ص 45.
21- جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال:بُعث النبيُّ صلّى اللّه عليه وآله يوم
الإثنين وصلّى عليّ يوم الثّلاثاء.الطبري 2 ص 211.الكامل لابن الأثير 2 ص 22.شرح
إبن أبي الحديد 3 ص 258، وعدّه أبو عمرو والعراقيُّ والقسطلاني ممّن روى انّ عليّاً
أوّل من أسلم.
22- أبو سعيد الخدري روى إنِّ عليَّ بن أبي طالب أوّل من أسلم.
الإستيعاب 2 ص 456.شرح التقريب 1 ص 85.المواهب اللدنيّة 1 ص 45.
23- حذيفة بن اليمان قال:كنّا نعبد الحجارة ونشرب الخمر وعليٌّ من أبناء أربع عشرة
سنة قائم يصلّي مع النبيِّ ليلاً ونهاراً، وقريش يومئذ تسافه رسول اللّه صلّى اللّه
عليه وآله ما يذبُّ عنه إلا عليّ.شرح إبن أبي الحديد 3 ص 260.
24- عمر بن الخطّاب قال عبد اللّه بن عبّاس:سمعت عمر وعنده جماعةٌ فتذاكروا
السابقين إلى الإسلام فقال عمر:أمّا علي فسمعت رسول اللّه يقول فيه ثلاث خصال:لوددت
أن تكون لي واحدة منهنَّ، وكانت أحبّ إليَّ ممّا طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو
عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبيُّ صلّى اللّه عليه وآله على منكب
عليٍّ رضي اللّه عنه فقال له:يا عليُّ؟ أنت أوّل المؤمنين ايماناً، وأوّل المسلمين
إسلاماً، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى.
رسالة الإسكافي.مناقب الخوارزمي.شرح إبن أبي الحديد 3 ص 258.
25- عبد اللّه بن مسعود قال:أوّل حديث علمته من أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه
وآله أنّي قدمت مكّة مع عمومة لي (وذكر مثل حديث عفيف المذكور ص 226) رسالة
الإسكافي.
26- أبو أيّوب الأنصاري، أخرج الطبراني عنه انّه قال:أوّل الناس إسلاماً عليُّ بن
أبي طالب.شرح التقريب 1 ص 85.شرح الزرقاني 1 ص 242.
27- أبو مرازم يعلى بن مرّة، عدّه الزرقاني في شرح المواهب 1 ص 242 ممّن قال: إنّ
عليّاً اوّل الناس إسلاماً.
28- هاشم بن عُتبة المرقال قال:أنت يا أمير المؤمنين!أقرب الناس من رسول اللّه
رحماً، وأفضل الناس سابقة وقدماً. كتاب نصر 125. جمهرة الخطب 1 ص 151.
29- في كلام لهاشم بن عُتبة يوم صفِّين:انّ صاحبنا هو أوّل من صلّى مع رسول اللّه،
وأفقهه في دين اللّه، وأولاه برسول اللّه.
كتاب نصر 403.تاريخ الطبري 6 ص 24.الكامل لابن الأثير 3 ص 135.وقال هاشم يوم
صفِّين:
مع ابن عمّ أحمد المعلّى
فيه الرّسول بالهدى استهلا
أوّل من صدّقه وصلّى
فجاهد الكفّار حتى أبلى 10
30- مالك بن الحارث الأشتر قال في خطبة له:معنا إبن عم نبيِّنا وسيف من سيوف اللّه
عليُّ بن أبي طالب، صلّى مع رسول اللّه لم يسبقه إلى الصلاة ذكر، حتّى كان شيخاً لم
يكن له صبوة ولا نبوة ولا هفوة، فقيهٌ في دين اللّه، عالمٌ بحدود اللّه.
كتاب نصر 268.شرح إبن أبي الحديد 1 ص 484.جمهرة الخطب 1ص 183.
31- عديّ بن حاتم قال في خطبة له مخاطباً معاوية:ندعوك إلى أفضل الاُمّة سابقة،
وأحسنها في الإسلام آثاراً.
كتاب نصر 221.تاريخ الطبري 6 ص 2.شرح إبن أبي الحديد 1 ص 344.وفي لفظ إبن الأثير في
الكامل 3 ص 124:انّ ابن عمِّك سيد المسلمين أفضلها سابقةً.
32- عديّ بن حاتم قال في خطبة اُخرى له:إن كان له "لعليٍّ" عليكم فضل فليس لكم مثله
فسلّموا وإلا فنازعوا عليه، واللّه لئن كان إلى العلم بالكتاب والسنّة؟ انّه لأعلم
الناس بهما.ولئن كان إلى الإسلام؟ إنّه لأخو نبي اللّه والرأس في الإسلام. الإمامة
والسياسة 1 ص 103.
33- محمّد بن الحنفيّة قال سالم بن أبي الجعد قلت له:أبو بكر كان أوّلهم
إسلاماً؟!قال:لا.الاستيعاب 2 ص 458.إذا ثبت أنّ أبا بكر لم يكن أوّل الناس إسلاماً
فعليّ عليه السّلام هو المتعيّن سبق إسلامه.
34- طارق بن شهاب الأحمسي في كلام له:ثمّ قلت:ادع عليّاً وهو أوّل المؤمنين ايماناً
باللّه وابن عمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ووصيّه، هذا أعظم، الحديث. شرح
إبن أبي الحديد 1 ص 76.
35- عبد اللّه بن هاشم المرقال قال في خطبة له:يا أيها النّاس!انّ هاشماً جاهد في
طاعة إبن عمّ رسول اللّه، وأوّل من آمن به، وأفقههم في دين اللّه. كتاب نصر 405.
36- عبد اللّه بن حجل قال:يا أمير المؤمنين!أنت أوّلنا ايماناً، وآخرنا بنبيِّ
اللّه عهداً.الإمامة والسياسة 1 ص 103، كتاب نصر.
37- أبو عمرة بشير بن محصن قال في جمع من أصحاب علي ومعاوية:إنّ صاحبي أحق البريّة
كلّها بهذا الأمر في الفضل والدين والسابقة في الإسلام والقرابة من رسول اللّه.
كتاب نصر 210.
38- عبد اللّه بن خباب بن الأرت قال إبن قتيبة:إنّ الخارجة الّتي خرجت على عليٍّ
بينما هم يسيرون فإذا هم برجل يسوق إمرأته على حمار له فعبروا إليه الفرات فقالوا
له:من أنت؟ قال:أنا رجل مؤمن، قالوا:فما تقول في عليِّ بن أبي طالب؟ قال:أقول:إنّه
أمير المؤمنين وأوّل المسلمين ايماناً باللّه ورسوله. قالوا: فما اسمك؟ قال: وأنا
عبد اللّه بن خباب بن الأرت صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.الإمامة والسياسة
1 ص 122.
39- عبد اللّه بن بُريدة قال:أوّل الرجال إسلاماً عليُّ بن أبي طالب ثمّ الرهط
الثلاث:أبو ذره وبُريدة وابن عم لأبي ذرّ.أخرجه محمّد بن إسحق المدني في الجزء
الأوّل من المغازي.
40- محمّد بن أبي بكر كتب إلى معاوية كتاباً منه:فكان أوّل من أجاب وأناب، وصدّق
ووافق، وأسلم وسلم أخوه وابن عمِّه عليُّ بن أبي طالب الى أن قال: أوّل الناس
إسلاماً، وأصدق الناس نيّة إلى قوله يا لك الويل!تعدل نفسك بعليٍّ وهو وارث رسول
اللّه ووصيّه وأبو ولده، وأوّل الناس له اتِّباعاً، وآخرهم به عهداً، يُخبره
بسرِّه، ويشركه في أمره.نصر في كتاب صفِّين 133.
41 - عمرو بن الحمق قال لعلي:أحببتك لخصال خمس:انّك إبن عمِّ رسول اللّه، وأوّل من
آمن به.وفي لفظ:وأسبق النّاس إلى الإسلام، أبو الذريّة التي بقيت فينا من رسول
اللّه، وأعظم رجل من المهاجرين سهماً في الجهاد.كتاب صفِّين 115. جمهرة الخطب 1 ص
149.
42- سعيد بن قيس الهمداني يرتجز في صفِّين بقوله11
هذا عليُّ وابن عمِّ المصطفى
أوّل من أجابه ممّن دعا
هذا الإمام لا يُبالي من غوى
43- عبد اللّه بن أبي سفيان قال مجيباً الوليد12
وإنّ وليّ الأمر بعد محمّدٍ
عليّ وفي كلِّ المواطن صاحبه
وصيُّ رسول اللّه حقّاً وصنوه
وأوّل من صلّى ومن لان جانبه
44- خزيمة بن ثابت الأنصاري عدّه العراقي في شرح التقريب 1 ص 85، والزرقاني في شرح
المواهب 1 ص 242 ممّن قال بأنّ عليّاً أوّل الناس إسلاماً. وقالا: أنشد المرزبان له
في عليٍّ:
أليس أوّل من صلّى لقبلتكم
وأعلم النّاس بالقرآن والسنن؟
وذكر له الإسكافي في رسالته كما في شرح إبن أبي الحديد 3 ص 259
وصيُّ رسول اللّه من دون أهله
وفارسه مذ كان في سالف الزمن
وأوّل من صلّى من الناس كلّهم
سوى خيرة النسوان واللّه ذو المنن
وذكرهما له الحاكم في المستدرك 3 ص 114، وذكر قبلهما
إذا نحن بايعنا عليّاً فحسبنا
أبو حسن ممّا نخاف من الفتن
وجدناه أولى النّاس بالنّاس أنّه
أطبّ قريش بالكتاب وبالسنن13
45- كعب بن زهير، ذكر الزرقاني في شرح المواهب 1 ص 242.من قصيدة يمدح بها أمير
المؤمنين عليه السّلام:
إنّ عليّاً لميمون نقيبته
بالصّالحات من الأفعال مشهورُ
صهر النبيِّ وخير النّاس كلّهُم
فكلّ من رامه بالفخر مفخورُ
صلّى الصلاة مع الاُمِّي أوّلهم
قبل العباد وربُّ الناس مكفورُ14
46- ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب، ذكر جمعٌ من الأعلام له أبياتاً وذكرها آخرون
لغيره وهي:
ما كنت أحسب انّ الأمر منصرف
عن هاشم ثمّ منها عن أبي حسن
أليس أوّل من صلّى لقبلتهم
وأعلم النّاس بالآيات والسنن؟!
وآخر النّاس عهداً بالنبيِّ
ومن جبريل عون له في الغسل والكفن؟
مَن فيه ما فيهمُ ما تمترون به
وليس في القوم ما فيه من الحسنِ
ماذا الذي ردَّكم عنه؟! فنعلمه
ها إنّ بيعتكم من أوّل الفتنِ
وذكر الإسكافي في رسالته البيتين الأوّلين منها ونسبهما إلى أبي سفيان بن حرب بن
اُميّة بن عبد شمس حين بويع أبو بكر. شرح إبن أبي الحديد 3 ص 259.
47- الفضل بن أبي لهب قال ردّاً على قصيدة الوليد بن عقبة
ألا انّ خير النّاس بعد محمّدٍ
مهيمنه التاليه في العرف والنكرِ
وخيرته في خيبر ورسوله
بنبذ عهود الشرك فوق أبي بكر
وأوّل من صلّى صنو نبيِّه
وأوّل من أردى الغواة لدى بدر
فذاك عليُّ الخير من ذا يفوقه
أبو حسن حلف القرابة والصهر
48- مالك بن عبادة الغافقي حليف حمزة بن عبد المطلب قال
رأيت عليّاً لا يلبّث قرنه
إذا ما دعاه حاسراً أو مسربلا
فهذا وفي الإسلام أوّل مسلم
وأوّل من صلّى وصام وهلّلا
49- أبو الأسود الدؤلي يهدِّد طلحة والزبير بقوله
وإنّ علياً لكم مصحرُ
يماثله الأسد الأسودُ
أما انّه أوّل العابدين
بمكّة واللّه لا يُعبدُ 15
50- جندب بن زهير كان يرتجز يوم صفين بقوله
هذا عليُّ والهدى حقّاً معه
يا ربّ فاحفظه ولا تضيِّعه
فإنّه يخشاك ربّي فارفعه
نحن نصرناه على من نازعه
صهر النبيِّ المصطفى قد طاوعه
أوّل من بايعه وتابعه 16
51- زفر بن يزيد17 بن حُذيفة الأسدي قال
فحوطوا عليّاً فانصروه فإنّه\
وصيُّ وفي الإسلام أوّل أوّل
وإن تخذلوه
والحوادث جمّة
فليس لكم عن أرضكم متحوّل 18
52- النجاشي بن الحارث بن كعب قال
فقل للمضلّل من وائل
ومن جعل الغثَّ يوماً سمينا
جعلت ابن هند وأشياعه
نظير عليٍّ أما تستحونا؟!
إلى أوّل النّاس بعد الرسول
أجاب النبيّ من العالمينا
وصهر الرّسول ومن مثله
إذا كان يوم يشيب القرونا؟!19
53- جرير بن عبد اللّه البجلي قال
فصلّى الإله على أحمد
رسول المليك تمام النعم
وصلّى على الطهر من بعده
خليفتنا القائم المدّعم
عليّاً عنيت وصيّ النبيّ
يجالد عنه غواة الاُمم
له الفضل والسبق والمكرما
ت وبيت النبوّة لا المهتضم
54- عبد اللّه بن حكيم التميمي قال
دعانا الزبير إلى بيعة
وطلحة من بعد أن أثقلا
فقلنا: صفقنا بايماننا
فإن شئتما فخذا الأشملا
نكثتم عليّاً على بيعة
وإسلامه فيكمُ أوَّلا
55- عبد الرحمن بن حنبل (جعل) الجمحي حليف بني الجمح قال
لعمري لئن بايعتم ذا حفيظة
على الدين معروف العفاف موفَّقا
عفيفاً عن الفحشاء أبيض ماجدا
صدوقاً وللجبّار قدماً مصدِّقاً
أبا حسن فارضوا به وتبايعوا
فليس كمن فيه يرى العيب منطقا
عليُّ وصيُّ المصطفى ووزيره
وأوّل من صلّى لذي العرش واتّقى20
56- أبو عمرو عامر الشعبي الكوفي قال:أوّل من أسلم من الرِّجال عليُّ بن أبي طالب
وهو إبن تسع سنين.رسالة الإسكافي كما في شرح ابن أبي الحديد 3 ص 260.
57- أبو سعيد الحسن البصري قال: عليُّ أوّل من أسلم بعد خديجة.أخرجه أحمد عن عبد
الرّزاق عن معمر عن قتادة عنه.ورواه الإسكافي في رسالته عن عبد الرّزاق كما في شرح
إبن أبي الحديد 3 ص 260.
وقال الحجّاج للحسن وعنده جماعة من التابعين وذكر عليّ بن أبي طالب:ما تقول أنت يا
حسن؟ فقال:ما أقول؟ هو:أوّل من صلّى إلى القبلة، وأجاب دعوة رسول اللّه.وانّ لعليٍّ
منزلة من ربِّه وقرابة من رسوله، وقد سبقت له سوابق لا يستطيع ردّها أحد. الحجّاج
غضباً شديداً وقام عن سريره فدخل بعض البيوت.
وقال رجل للحسن:ما لنا لا نراك تثني على عليٍّ وتقرّظه؟ قال كيف؟!وسيف الحجّاج يقطر
دماً، انّه أوّل من أسلم، وحسبكم بذلك.رسالة الإسكافي كما في شرح إبن أبي الحديد 3
ص 258.
58- الإمام محمّد بن عليِّ الباقر قال:أوّل من آمن باللّه عليُّ بن أبي طالب وهو
إبن إحدى عشرة سنة.شرح إبن أبي الحديد 3 ص 260.
59- قتادة بن دعامة الأكمة البصري قال:عليُّ أوّل من أسلم بعد خديجة.أخرجه أحمد كما
سمعت، والقسطلاني عدّه ممّن قال به في المواهب 1 ص 45، وأقرّه الزرقاني في شرحه 1 ص
242.
60- محمّد بن مسلم المعروف بابن شهاب21و عدّه القسطلاني في المواهب 1 ص 45، وأقرّه
الزرقاني في شرحه 1 ص 242 من القائلين بأنّ عليّاً أوّل من أسلم.
61- أبو عبد اللّه محمّد بن المكندر المدني قال:عليُ اوّل من أسلم.تاريخ الطبري 2 ص
213.الكامل لابن الأثير 2 ص 22.
62- أبو حازم سلمة بن دينار المدني قال:عليُّ أوّل من أسلم.تاريخ الطبري 1 ص
213.الكامل لابن الأثير 2 ص 22.
63- أبو عثمان ربيعة بن أبي عبد الرّحمن المدني قال:عليُّ أوّل من أسلم، تاريخ
الطبري 2 ص 213. الكامل لابن الأثير 2 ص 22.
64- أبو النضر محمّد بن السائب الكلبي قال:عليّ أوّل من أسلم، أسلم وهو إبن تسع
سنين.تاريخ الطبري 2 ص 213.الكامل لابن الأثير 2 ص 22.
65- محمّد بن اسحاق قال:كان أوّل ذكر آمن برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وصلّى
معه وصدّقه بما جاءه من عند اللّه عليُّ بن أبي طالب وهو يومئذ إبن عشر سنين22وكان
ممّا أنعم اللّه به على عليِّ بن أبي طالب انّه كان في حجر رسول اللّه صلّى اللّه
عليه وآله قبل الإسلام.
وقال:وذكر بعض أهل العلم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كان إذا حضرت الصّلاة
خرج إلى شعاب مكّة وخرج معه عليُّ بن أبي طالب، مستخفياً من عمِّه أبي طالب وجميع
أعمامه وسائر قومه فيصلّيان الصّلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء
اللّه أن يمكثا، ثمّ إنّ أبا طالب عثر عليهما يوماً وهما يصلِّيان فقال لرسول اللّه
صلّى اللّه عليه وآله:يابن أخي ما هذا الدين؟ الحديث.
تاريخ الطبري 2 ص 213.سيرة إبن هشام 1 ص 264، 265. سيرة إبن سيِّد الناس 1 ص 93.
الكامل لابن الأثير 4 ص 22. شرح إبن أبي الحديد 3 ص 260.السيرة الحلبيّة 1 ص 287.
66- جُنيد بن عبد الرّحمن قال:أتيت من حوران إلى دمشق لآخذ عطائي فصلّيت الجمعة ثمّ
خرجت من باب الدرج فإذا عليه شيخ يقال له: أبو شيبة القاصّ يقصُّ على الناس، فرغّب
فرغبنا، وخوّف فبكينا، فلمّا انقضى حديثه قال:اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب.فلعنوا
أبا تراب عليه السّلام فالتفت إليّ من على يميني فقلت له: فمن أبو تراب؟ فقال:
عليُّ بن أبي طالب إبن عمِّ رسول اللّه، وزوج إبنته، وأوّل النّاس إسلاماً، وأبو
الحسن والحسين. فقلت: ما أصاب هذا القاصّ؟! فقمت إليه وكان ذا وفرة فأخذت وفرته
بيدي وجعلت ألطم وجهه وأبطح برأسه الحائط، فصاح فاجتمع أعوان المسجد فوضعوا ردائي
في رقبتي وساقوني حتّى دخلوني على هشام بن عبد الملك وأبو شيبة يقدمني فصاح يا أمير
المؤمنين؟ قاصّك وقاصّ آبائك وأجدادك أتى إليه اليوم أمر عظيم. قال: من فعل لك؟
فقال: هذا. فالتفت إليّ هشام وعنده أشراف النّاس فقال: يا أبا يحيى؟ متى قدمت؟
فقلت: أمس وأنا على المصير إلى أمير المؤمنين فادركتني صلاة الجمعة فصلّيت وخرجت
إلى باب الدرج فإذا هذا الشيخ قائم يقصُّ فجلست إليه فقرأ فسمعنا، فرغّب من رغّب،
وخوّف من خوّف، ودعا فأمّنا، وقال في آخر كلامه: اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب،
فسألت من أبو تراب؟ فقيل: عليُّ بن أبي طالب، أوّل الناس إسلاماً، وإبن عم رسول
اللّه، وأبو الحسن والحسين، وزوج بنت رسول اللّه. فواللّه يا أمير المؤمنين؟ لو ذكر
هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه بمثل هذا اللعن لأحللت به الذي أحللت، فكيف لا
أغضب لصهر رسول اللّه وزوج إبنته؟! فقال هشام: بئس ما صنع. تاريخ ابن عساكر 3 ص
407.
هذه جملةٌ من النصوص النبويّة، والكلم المأثورة عن أمير المؤمنين والصحابة
والتابعين في أنّ عليّاً أوّل من أسلم:وهي تربو على مائة كلمة، أضف إليها ما مرّ ج
2 ص 276 من أنّ أمير المؤمنين سبّاق هذه الاُمّة. واشفع الجميع بما أسلفناه ج 2 ص
306 من أنّه صلوات اللّه عليه صدِّيق هذه الاُمة، وهو الصدِّيق الاكبر.
فهل تجد عندئذ مساغاً لمكابرة إبن كثير تجاه هذه الحقيقة الراهنة وقوله: وقد ورد في
أنّه أوّل من أسلم.إلخ؟!؟!فإذا لا يصحُّ مثل هذه فما الّذي يصحّ؟ وإن كان لا يصحّ
شيء منها فما قيمة تلك الكتب المشحونة بها؟! كلا، إنّها كلمة هو قائلها ومن ورائهم
برزخٌ إلى يوم يبعثون.
وأنت ترى الرجل يزيف هذه الكلم والنصوص الكثيرة الصحيحة بحكم الحفّاظ الأثبات بكلمة
واحدة قارصة، ويعتمد في إثبات أيِّ أمر يروقه في تاريخه على المراسيل والمقاطيع
والآحاد، ونقل المجاهيل وأفناء الناس23.
مناظرة بين المأمون واسحاق
ولقد دارت بين المأمون العباسي وإسحاق وهو من العلماء المشهورين حوار طريف في هذا
المجال ينقله ابن عبد ربّه في كتابه "العقد الفريد" نذكر هنا خلاصته:
قال المأمون:يا إسحاق أي الأعمال كان أفضل يوم بَعث اللّه رسوله؟
إبن إسحاق:الإخلاص بالشهادة.
المأمون:أليس السبق إلى الإسلام؟
ابن إسحاق:نعم.
المأمون:إقرأ ذلك في كتاب اللّه يقول:(والسابقون السابقون اُولئك المقرَّبون) إنّما
عُني من سبق إلى الاسلام، فهل علمت أحداً سبق عليّاً إلى الإسلام؟
إبن إسحاق:إنّ علياً أسلَم وهو حديث السنّ لا يجوز عليه الحكمُ وأبو بكر أسلمَ وهو
مستكمل يجوز عليه الحكم.
وهنا أمسك المأمونُ بزمام الكلام وقال:أخبرني عن إسلام عليّ حين أسلم لا يخلو من أن
يكون رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله دعاه إلى الإسلام، أو يكون إلهاماً من
اللّه؟
قال إسحاق:بل دعاه رسول اللّه الى الإسلام.
قال المأمون:يا إسحاق هل يخلو رسول اللّه حين دعاه الى الإسلام من ان يكون دعاه
بأمر من اللّه أو تكلّف ذلك من نفسه.
ثمّ قال:يا اسحاق لا تنسب رسول اللّه إلى تكلّف فإن اللّه يقول:﴿وما أنا مِن
المتكلّفين﴾.
فإذا دعاه بأمر اللّه وليس من صفة الجبّار جلَّ ذكرُه أن يُكلِّف رسله دعاء من لا
يجوز عليه حكم، أفتراه في قياس قولك يا إسحاق؟ أن علياً أسلم صبياً لا يجوز عليه
الحُكم قد تكلّف رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله من دعاء الصبيان ما لا يطيقون24.
وعلى هذا الاساس يجب اعتبار ايمان علي عليه السّلام ايماناً صحيحاً ثابتاً لم يقلّ
عن إيمان الآخرين أهميةً وقيمة بل هو افضل مصداق لقوله تعالى: ﴿والسابقون
السابقون اُولئك المقرّبون﴾،
هو الإمام علي بن أبي طالب.
قضيّةُ "إنقطاع الوَحي"
لقد أضاءت روحُ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ونفسُه الشريفة واستنارت بنور الوحي،
ودفعه ذلك الى التأمّل والتفكير في الوظيفة الكبرى والثقيلة التي جعلها اللّه على
كاهله، وخاصة عندما خاطبه اللّه تعالى بقوله:﴿َا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ
فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾25.
وهنا طرح المؤرخون وبخاصّة الطبريّ الّذي لا يخلو تاريخه من الاساطير الاسرائيليّة
قضيّة باسم "انقطاع الوحي" فقالوا:إن رسول اللّه بعد أن رأى ذلك الملك وسمع منه
الآيات الاُولى من القرآن الكريم بقي ينتظر نزول خطاب آخر من جانب اللّه تعالى،
ولكن دون جدوى، فهو لم ير ذلك الملك الجميل بعد ذلك، ولا أنه سمع النداء الغيبيّ
مرة اُخرى على غرار ما رأى وسمع في بدء نزول الوحي.
ولو كان لانقطاع الوحي في بداية عهد الرسالة (الذي ادّعاه هؤلاء)حقيقة فما هو سوى
النزول التدريجي للقرآن ليس إلا.
وقد تعلّقت المشيئة الالهية اساساً بأن ينزل الوحيُ على رسول اللّه تدريجاً، لا
دفعةً واحدةً وذلك لمصالح معينة، وحيث أن الأمر في بدء الوحي كان على أوّله وفي
بدايته، لذلك لم ينزل الوحي الالهي بعد المرة الاُولى فوراً، ولكن حُمِل هذا على
"انقطاع الوحي" ولم يكن لا انقطاع الوحي ولا أية مسألة اُخرى من هذا القبيل.
وحيث أن هذه المسألة قد تذرّع بها الكُتّابُ المغرضون لذلك ينبغي أن نعطيها بعض
الاهتمام ليتضح أن ما اُدّعي من انقطاع الوحي، قضيةٌ فارغةٌ عن الحقيقة ولذلك لا
صحّة لتطبيق الآيات القرآنية عليها.
ولتوضيح هذا الأمر ننقل هنا نصّ ما كتبه الطبريّ ونقله في تاريخه، ثم نعمد بعد ذلك
الى نقده.
يكتب الطبري في هذا الصدد قائلاً: لمّا أبطأ جبرئيل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه
وآله وجزع جزعاً شديداً قالت له خديجة: ما أرى ربك إلا قد قلاك، فأنزل اللّه عزّ
وجلّ قوله:﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى *ما ودّعك ربُّك وما قلى. مَا
وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * أَلَمْ
يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى* وَوَجَدَكَ عَائِلًا
فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا
تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
﴾26.
ولقد أوجد نزولُ هذه الآيات سروراً عظيماً لدى خديجة عليها السّلام، وعلمت بأن ما
قالته حول رسول اللّه لا أساس له من الصحة27.
اُسطورة وليس تاريخاً!
إنّ ذاكرة التاريخ تحفظ وتتذكر جيّداً تاريخ حياة السيدة خديجة.إن خديجة التي كانت
أخلاق محمّد الفاضلة وخصاله المجيدة، وافعاله الحميدة ماثلة امام عينيها والتي كانت
تؤمن بعدل ربّها كيف يجوز ان تسيء الظن باللّه تعالى وبنبيه الكريم، العظيم الشأن؟
إنّ مقام النبوّة ومنصب الرسالة، والسفارة الالهية لا يُعطى إلا لمن يملك طائفةً من
الصفات النبيلة والخصال الرفيعة، وما لم يتصف شخصُ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله هذه
الصفات العليا، وما لم تتوفر فيه مثل هذه الشرائط الخاصّة والمواصفات المعينة لم
يُمنح له ذلك المنصب قط.وتقع العصمة والسكينة القلبية، والاعتماد والتوكل في طليعة
هذه الخصال والمواصفات، ومع هذه الأوصاف والخصال يستحيل أن يدور في خلده مثل تلك
التصورات الخاطئة.ولقد قال العلماء: إن المسيرة التكاملية عند الانبياء تبدأ من
فترة الطفولة والصبا، فان الغشاوات والحجب تبدأ تتساقط وتنقشع الواحدة تلو الاُخرى
منذ ذلك الوقت، ويستمر ذلك حتى تصل الاحاطة العلمية لديهم حدّ الكمال فلا يشكّون في
شيء يرونه أو يسمعونه أبداً، ومن حاز هذه المراتب لا يمكن أن يتطرق الشك والحيرة
والتردّد الى قلبهوعقله مطلقاً.
إنّ آيات سورة "الضحى" وخاصة عبارة ﴿ما ودّعك ربُّك وما قلى﴾ تفيد فقط بأن
هناك من قال مثل هذه العبارة للنبي الاكرم صلّى اللّه عليه وآله، وأمّا من هو
قائلها؟ وكم تركت هذه العبارة مِن تأثير في نفسية النبيّ صلّى اللّه عليه وآله
وروحيته فهي ساكتة عن كل ذلك؟
ووذهب بعضُ المفسّرين إلى أن قائلها هم بعضُ المشركين، ولهذا الاحتمال لا تكون
جميع الآيات مرتبطة ببدء الوحي، لأنه لا أحد غير "علي" و"خديجة" كان يعرف في بدء
البعثة بنزول الوحي، ليتسنّى له أن يعترض على رسول اللّه، ويعيّره بانقطاع عنه بعد
ذلك، فإن أمر المبعث والرسالة - كما سنقول ذلك فيما بعد - بقي خافياً
على أكثر المشركين لمدة ثلاثة أعوام تماماً، فهو لم يكن مكلّفاً بابلاغ رسالته إلى
عامة الناس، إلى أن نزل قولُه تعالى:(فاصدع بما تؤمر) الذي أمره اللّه فيه بالجهر
بأمر رسالته لعامة الناس بلا استثناء.
إختلافُ
المؤرخين في مسألة "انقطاع الوحي"
لم يرد في القرآن الكريم أيُّ ذكر مطلقاً لمسألة (انقطاع الوحي) بل لم ترد به إشارة
أيضاً، إنما نلاحظها في كتب السيرة والتفسير فقط، ويختلف كُتّاب السيرة والمؤرّخون
في علة (انقطاع الوحي) هذا، ومدته اختلافاً كبيراً يجعلنا لا نعتمد على أي واحد
منها، وها نحن نشير اليها بشكل ما:
1- ان اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عن اصحاب الكهف، وعن الروح،
وعن قصة ذي القرنين فقال عليه الصلاة والسّلام:ساُخبركم غداً، ولم يستثن، فاحتبس
عنه الوحي28.
بناء على هذا لا يمكن ان نربط هذه المسألة ببدء الوحي ومطلع عهد الرسالة لان اتصال
علماء اليهود واحبارهم مع النبي صلّى اللّه عليه وآله عن طريق قريش وسؤالهم اياه
حول هذه الاُمور الثلاثة، وقع في حدود السنة السابعة من البعثة يوم توجه وفد من
قريش إلى المدينة ليسألوا علماء اليهود عن صحة ما جاء به رسول اللّه صلّى اللّه
عليه وآله، فاقترح اليهود عليهم ان يسألوا النبي عن تلك الاُمور الثلاثة29.
2- قالت خولة وهي امرأة كانت تخدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أن جرواً دخل
البيت فدخل تحت السرير فمات، فمكث نبي اللّه صلّى اللّه عليه وآله أياماً لا ينزلُ
عليه الوحيُ، فلمّا خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من البيت كنست خولة تحت
السرير فاذا جروٌ ميّت فأخذته والقته خلفَ الجدار فأنزل اللّهُ تعالى هذه السورة
ولما نزل جبرئيل سأله النبي صلّى اللّه عليه وآله عن التأخر فقال: "أما علمت
أنّا لا ندخلُ بيتاً فيه كلبٌ ولا صورةٌ"30.
3- إن المسلمين قالوا:يا رسول اللّه، ما لك لا ينزلُ عليك الوحيُ؟ فقال:"وكيف
ينزِلُ عليّ وأنتم لا تقصُّون أظفارُكم ولا تأخذون من شواربكم"؟31 فنزل
جبرئيلُ بهذه السورة.
4- اهدى عثمان الى النبي صلّى اللّه عليه وآله عنقود عنب وقيل عِذق تمر فجاء سائلٌ
فأعطاه ثم اشتراه عثمان بدرهم فقدّمه اليه صلّى اللّه عليه وآله ثانياً ثم عاد
السائل فأعطاه وهكذا ثلاث مرات فقال صلّى اللّه عليه وآله:ملاطفاً لا غضبان:أسائلٌ
أنت يا فلان أم تاجر؟ فتأخر الوحيُ أياماً فاستوحش فنزلت السورةُ32.
5- إن جرواً لأحد نساء النبي صلّى اللّه عليه وآله أو أحد أقربائه حال دون نزول
الوحي عليه 33.
6- إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لما سأل جبرئيل عن تأخّر الوحي قال جبرئيل،
لا املِكُ من نفسي شيئاً إنّما أنا عبدٌ مأمور ٌ34.ثم ان هناك أقوالاً
اُخرى يمكنُ الحصول عليها من مراجعة التفاسير35.
ولكن الطبريّ نقلَ وجهاً آخر تمسكَ به المغرضون والمرضى من الكُتّاب واعتبروه
دليلاً على طروء الشك على قلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وهو أنّ الوحي انقطع
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بعد حادثة (حراء) فقالت خديجة للنبي صلّى اللّه
عليه وآله:ما أرى ربَّك إلا قد قلاك!!
فنزل الوحيُ يقولُ:﴿ما ودّعك ربُّك وما قلى﴾36.وممّا يدلُّ على
أهداف هذا النوع من الكُتّاب، المريضة، أو عدم تتبّعهم واستقصائهم، أنهم تمسكوا من
بين جميع الأقوال بهذا الاحتمال، واستندوا إليه للحكم على شخصية كرسول اللّه صلّى
اللّه عليه وآله الذي لم ير في حياته أي أثر للشك والحيرة مطلقاً.
وإننا مع ملاحظة النقاط التالية يمكننا أن نقف على بطلان هذا الاحتمال وتفاهته
1- لقد كانت السيدة خديجة من النساء اللواتي أحببن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله
حباً صادقاً وعميقاً، فهي التي وفت لزوجها حتى النفس الأخير، ووقفت ثروتها الطائلة
لتحقيق أهدافه، وكانت في عام البعثة قد قضت خمسة عشر عاماً من حياتها الزوجية، ولم
تر خديجة طوال هذه الفترة من زوجها إلا التقوى والطهر ولم تلمس منه إلا كرم الصفات
ونبل الاخلاق فقد كانت من المصدقين له صلّى اللّه عليه وآله من أول يوم وكانت تراعي
نهاية الأدب في تكليمها معه وعشرتها اياه صلّى اللّه عليه وآله فكيف تتكلم مثل هذه
المرأة المؤمنة الوفية، مع زوجها بغليظ القول، وتوجه له مثل هذه الكلمة غير
المهذَّبة، بل والجارحة؟؟!
2- إنّ آية:(ما ودّعك ربُّك وما قلى) لا تدل على أن "خديجة" قالت مثل هذا
الكلام لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، بل غاية ما تفيده هذه الآية هي أنّ مثل
هذا الكلام قد وُجّه الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، وأمّا من هو القائل،
ولماذا قال هذا الكلام؟ فليس ذلك معلوماً.
3- إن ناقل هذه الرواية يصف "خديجة" تارة بأنها طمأنت النبيّ، وسكّنت من روعه إلى
درجة أنها منعته عن الإنتحار، ولكنه يصفها تارة اُخرى بانها قالت له: بأن اللّه
عاداه وقلاهُ، ألا ينبغي هنا أن نقول: "كن ذكوراً ثم اكذب"؟!
4- إذا كان الوحيُ قد انقطع بعد حادثة جبل (حراء) ونزول بضع آيات من سورة "العلق"
إلى أن نزلت سورة "الضحى"، يتوجب - في هذه الصورة - ان تكون سورة
"الضحى" ثاني سورة من حيث الترتيب التاريخي لنزول السُّور في حين أنّ تاريخ نزول
الآيات والسور القرآنية يفيد أنها السورةُ الحاديةُ عشرة من سُور القرآن الكريم.
لأن فهرس السور القرآنية حسب نزولها هو كالتالي:
1- العلق.
2- القلم.
3- المزّمِّل.
4- المدّثّر.
5- تبّت (المَسَد).
6- التكوير.
7- الاعلى.
8- الانشراح.
9- والعصر.
10- والفجر.
11- والضحى37.
نعم إنفرد اليعقوبي من بين المؤلفين باعتباره سورة الضحى في تاريخه 38
السورة الثالثة من حيث تاريخ النزول، وحتى هذا الرأي لا ينسجم مع القصة المذكورة
(انقطاع الوحي).
الإختلاف
في مدة انقطاع الوحي
لقد تعرّض تحديد مدة انقطاع الوحي بشكله المزعوم لإبهام
كبير، فقد ذكر ذلك بصور مختلفة في التفاسير والأقوال التالية هي:
4 أيّام.
12 يوماً.
15 يوماً.
19 يوماً.
25 يوماً.
40 يوماً.
ولكن بعد دراسة فلسفة النزول التدريجي للقرآن الكريم سنرى أنّ انقطاع الوحي وتوقفه
لم يكن حدثاً إستثنائياً، لأنّ القرآن الكريم أعلن منذ أول يوم أن المشيئة الالهيّة
تعلّقت بأن ينزل القرآن بصورة تدريجية، منجّمة إذ يقول تعالى:﴿
وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْث﴾39.
ويكشفُ القرآن النقاب في موضع آخر عن سرِّ نزول القرآن تدريجاً إذ قال:﴿
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً
وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾40.
ومع ملاحظة طريقة نزول الآيات والسور القرآنية هذه يجب أن لا يُتوقع نزولُ الآيات
كل يوم وكلّ ساعة، وأن ينزل جبرئيل على النبيّ على الدّوام، ويأتي إليه بالآيات دون
انقطاع، بل إن الآيات القرآنية كانت تنزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في
فواصل زمنية مختلفة وفقاً للاحتياجات، وبحسب الأسئلة المطروحة على النبي، ولأسرار
اُخرى في النزول التدريجي شرحها علماء الإسلام41.
وفي الحقيقة لم يكن هناك ما يُسمى بانقطاع الوحي، بل كل ما كان في الأمر هو أنّه لم
يكن ثمّة ما يوجب النزول الفوري، والمتلاحق للوحي.
1- السيرة النبوية: ج 1 ص 240.
2- صحيح مسلم، ج 7 ص 134، صحيح البخاري: ج 5 ص 39، اسد الغابة لابن الأثير الجزري:
ج 5 ص 428، بحار الأنوار: ج 16 ص 8.
3- السيرة النبوّية: ج 1 ص 246، البداية والنهاية: ج 2 ص 25.
4- نهج البلاغة:ج 2 ص 182، وفي هذه الخطبة نفسها يقول: اللّهم إني أوّل من أناب
وسمِعَ واجابَ لم يسبقني إلا رسول اللّه بالصلاة.
5- تاريخ الطبري:ج 2 ص 57.
6- الإصابة:ج 2 ص 480، تاريخ الطبري: ج 2 ص 57. الكامل: ج 2 ص 37 و38، اعلام الورى:
ص 25، اسد الغابة: ج 3 ص 414.
7- خصائص النسائي:ص 3 وسنن ابن ماجه: ج 1 ص 57، مستدرك الحاكم: ج 1 ص 112، تاريخ
الطبري: ج 2 ص 56 وغيرها.
8- يراجع مصادر هذا الحديث فيالغدير:ج 3 ص 220.أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 136
وصحّحه م والخطيب البغدادي في تاريخه ج 2 ص 81 ويوجد في الاستيعاب 2 ص 457. شرح ابن
أبي الحديد 3 ص 258.
9- في تاريخه 2 ص 213.
10- كتاب صفين لابن مزاحم:371 ط مصر.
11- شرح النهج لابن ابي الحديد: ج 13 ص 232 وفيه "أول من أجابه فيما روى".
12- رسالة الاسكافي، وذكرهما الحافظ الكنجي في الكفاية ص 48 للفضل بن العبّاس.
13- ولهذه الابيات بقية توجد في الفصول المختارة 2 ص 67.
14- في النسخة تصحيف ذكرناها صحيحة.
15- رسالة الاسكافي كما شرح ابن ابي الحديد:2 ص 259.
16- كتاب نصر بن مزاحم:453.
17- في بعض المصادر:زفير بن زيد.
18- رسالة الاسكافي كما في شرح ابن ابي الحديد: 3 ص 259.
19- كتاب صفين لنصر بن مزاحم: 66.
20- كفاية الطالب الحافظ الكنجي: 48.
21- نسبة الى جد جده.
22- في الكامل لابن الاثير: 2 ص 32.احدى عشرة سنة.نقلاً عن ابن اسحاق.
23- الغدير:ج 3 ص 219 - 239.
24- العقد الفريد:ج 5 ص 352 طبعة بيروت دار الكتب العلمية وج 5 ص 94 طبعة لجنة
التأليف القاهرة.
25- المدثر:1 - 3.
26- الضحى:1 - 11.
27- تاريخ الطبري:ج 2 ص 48.
28- روح المعاني:ج 30 ص 157، السيرة الحلبية: ج 1 ص 310 و311.
29- السيرة النبوية:ج 1 ص 300 و301.
30- تفسير القرطبي:ج 10 ص 83 و71، السيرة الحبية: ج 1 ص 349.
31- نفس المصدر.
32- تفسير روح المعاني:ج 30 ص 157.
33- غرائب القرآن في هامش تفسير الطبري: ج 30 ص 108.
34- تفسير ابو الفتوح الرازي:ج 12 ص 108.
35- مجمع البيان:ج 10 تفسير سورة والضحى.
36- تفسير الطبري:ج 30 ص 148.
37- تاريخ القرآن للزنجاني:ص 58.
38- تاريخ اليعقوبي:ج 2 ص 33.
39- الاسراء:106.
40- الفرقان:32.
41- راجع للوقوف على هذه المسألة معالم الحكومة الإسلامية: ص 122 - 124.